للدهر ما بين الأنام وزِيف – الخُبز أَرزي

للدهر ما بين الأنام وَزِيفُ … ولصَرفه بين الورى تصريفُ

تلك النوائب وهي مأدبَة الفَتى … والزاعِبيُّ يقيمه التثقيفُ

غِيَرٌ تُحاجي ذا الحجا عن صبرِهِ … فإذا عرى فقويُّهنَّ ضعيفُ

وإذا تنكَّرتِ الليالي لن يُرى … نكرانُها إن يُعرَف المعروفُ

ما تُثقِل الأعناقَ إلا مِنَّةٌ … لفتىً له عن مُثقَلٍ تخفيفُ

نظرتْ إليَّ الحادثاتُ فرَدَّها … عنّي الأميرُ وطرفُها مطروفُ

لمّا استعنتُ على الزمان بأيِّدٍ … نكص الزمان فصَرفُه مصروفُ

لولا خلائق في الكريم كريمةٌ … لم يستَبِن أنَّ الشريف شريفُ

هذا نزارٌ زان فرعَ أرومةٍ … هو تالدٌ في المكرمات طريفُ

تنميه صِيدٌ أُسدُ حربٍ ما لهم … إلا القواضب والرماح غَرِيفُ

يمشون في الحَلَق الحَصِيف وتحتها … نَسجُ الشجاعةِ في القلوب حَصيفُ

لو أنهم عدمو السيوفَ تحدَّرَت … عزماتُهم في الروع وهي سيوفُ

تُجري النَّدى مجرى الدماء أكُفُّهم … فهمُ حياةٌ للورى وحتوفُ

مَن كان وهّابَ الأُلوف ولم يكن … ليروضه يومَ العِطاف أُلوفُ

يقسو ويعنُفُ في الحروب وشأنُه … في السلم بَرٌّ بالأنام رؤوفُ

يدنو ويبعد هيبةً وتواضعاً … فيجلُّ وهو مع الجلال لطيفُ

يا ابن المكارم إنَّ أولى ما به … تُبنى المكارمُ أن يُغاثَ لهيفُ

وإذا المَنَاسِب لم تكن معدودةً … لصنائع فبَدِينُهُنَّ نحيفُ

ذاك الفخار على المساعي دائرٌ … وله إذا وقف السُّعاة وقوفٌ