لك أَن تلوم، ولي من الأَعذار – أحمد شوقي
لك أَن تلوم، ولي من الأَعذار … أن الهوى قدرٌ من الأقدار
ما كنت أسلمُ للعيون سلامتي … وأَبيحُ حادثة َ الغرام وَقاري
وطَرٌ تَعَلَّقَه الفؤادُ وينقضي … والنفسُ ماضية ٌ مع الأوطار
يا قلبُ، شأْنَك، لا أَمُدُّك في الهوى … أبداً ولا أدعوك للأقصار
أمري وأمرك في الهوى بيد الهوى … لو أَنه بيَدِي فككْتُ إساري
جار الشبيبة ، وانتفع بجوارها … قبلَ المشيب، فما له من جار
مثل الحياة تحبّ في عهد الصِّبا … مثل الرياض تحبُّ في آذار
أبدأ فروقُ من البلاد هي المنى … ومنايَ منها ظبية ٌ بسِوار
ممنوعة ٌ إلا الجمالَ بأَسره … محجوبة ٌ إلا عن الأنظار
خطواتها التقوى ، فلا مزهوة ٌ … تمشي الدَّلال، ولا بذات نفار
مرّتْ بنا فوق الخليج، فأَسفرتْ … عن جَنّة ، وتلفتت عن نار
في نِسْوَة ٍ يُورِدْن مَن شِئْن الهوى … نظرا ، ولا ينظرن في الإصدار
عارضتهنّ ، وبين قلبي والهوى … أَمرٌ أُحاول كتْمَه وأُداري