لكم سادتي أجلُّ احترامي – مصطفى صادق الرافعي
لكم سادتي أجلُّ احترامي … وعليكمْ تحيتي وسلامي
وإليكم أسوقُ عني حديثاً … حكماً جلَّ قدرها في الكلام
كنتُ في حجرِ والديَّ رضيعاً … همتي في البكاء أو في المنام
ثم أصبحتُ بعد ذلكَ طفلاً … لا أقاسي سوى عذاب الفِطام
ثم لما شببتُ أنطقني الله مف … يضُ الجميل والإنعام
واهِبُ السمعِ والبصائرِ والإبصا … رِ معطي العقولِ والإفهام
ثم ميزتُ كل شيءٍ أراه … وعرفتُ الضيا ولونَ الظلام
ورأى الله أن يقدرَ لي الخيرَ … وأحظى بأوفرِ الأقسام
فأتى بي إلى المدارسِ أهلي … وجعلتُ العلومَ فيها مرامي
دفتري صاحبي ولوحي رفيقي … وكتابي في كلِ فنٍ أمامي
فتعلمتُ ما تعلمت مما … أتباهى بعلمه في الأنام
راجياً أن أكونَ بالعلمِ يوماً … في بلادي من الرجال العظام
فأشيدُ المدارس الشمَّ فيها … لبني البائسينَ والأيتام
وأربي على محبتها القو … مَ لترقى بهم على الأقوام
سادتي انشروا العلوم لتشفي … ما يجسم البلادِ من اسقام
إنها روحها وما بسوى الرو … حِ تكون الحياة بالأجسام