لحدتُ بنتي بيدي – محيي الدين بن عربي
لحدتُ بنتي بيدي … لأنها ذو جسدي
أنا على حكم النوى … فليس شيءٌ بيدي
مقيد في وقتنا … ما بينَ أمسٍ وغدِ
جسمي لُجين خالصٌ … حقيقتي من عسْجدِ
كالقوسِ نشئي ولذا … عينُ قوامي حيدي
يقول ربي إنه … خلقني في كبدِ
فكيف أرجو راحة … ما دمت في ذا البلد
لولاهُ ما كنتُ أنا … ذا والدٍ وولدِ
ولم يكن لي كفؤاً … كخالقي من أحدِ
فالنعتُ نعتٌ واحدٌ … في عينِ ذاتِ العدد
فحلَّ إلهي بيننا … في الكونِ لا المتعقدِ
بنشأة ٍ ثابتة … يصحُّ منها سندي
في أنني مثلكمُ … وأنتَ لي مستندي
بالفرضِ لا إني أنا … مثلٌ وهذا رشدي
نفيت عني المثل في … مثلٌ وهذا رشدي
وجنتي عالية ٌ … مع الحسانِ الخردِ
وإنما قالَ بهِ … كما لنا في المقصد
طبيعة ُ الكون له … أهل وعينُ الأحد
بعلٌ لها فاجتمعا … على وجودي وقدِ
ما قلتُ ذا عنْ نظرٍ … قد قام بي في خَلَدي
وإنَّما قرَّرَهُ … عندي رسولُ الصمدِ
فكانَ يملي وأنا … أكتب عنه بيدي
وهكذا الأمرُ ولا … يعرفهُ منْ أحدِ
غيرُ إمامٍ سابق … بالخيرِ أوْ مقتصدِ
والغيرُ لا يعرفُهُ … في الحال بل في الأبد
وكلُّ فرعٍ راجعٌ … لأصله لم يزد