لتلق ملوك الأرض طوعاً يد الصلح – حيدر بن سليمان الحلي
لتلق ملوك الأرض طوعاً يد الصلح … حذار حسامٍ صاغه الله للفتحِ
وأجرى فرنداً فيه من جوهر العلى … غدا يخطف الأبصار باللمع واللمح
فكم شقَّ فجراً من دجى ليل حادثٍ … وأضحك للأيام من أوجهٍ طلح
لو الدولة الغراءُ يوماً تفاخرتْ … مع الشمس قالت أين صبحك من صبحي
فتى ً في صريح المجد ينمي لمعشر … بيوتهم في المجد سامية الصرح
فتى ً ولدتْ منه النجابة حازماً … بعيدَ مجالِ يرفد الملكَ بالنصح
أغرُّ لسيماء العلى في جبينه … سنى ً في حشا الحساد يذكي جوى البرح
له طلعة ٌ غرّاء دائمة السنا … هي الشمس لو تمسى هي البدر لو يضحى
هو البحر، بل لا يشبه البحرُ جودَه … وهل يستوي العذب الفرات مع الملح
يزوّج آمال العفاة بجوده … ويقرنه في الحال في مولد النجح
ويبسط كفاً رطبة من سماحة ٍ … إذا قبض اليبسُ الأكفَّ من الشح
أرى المدح في الأشراف أفضل زينة ٍ … ولكنه في فضله شرف المدح
هو السيفُ، بل لا يفعل السيف فعله … بقومٍ على الأضغان مطويّة الكشح
فقاتلُ أهل الضغن بالبطش لم يكن … كقاتل أهل الضغن بالبطش والصفح
هو الرمحُ سلْ عنه فؤادَ حسوده … بما بات يلقى من شبا ذلك الرمح
تجدْه كليماً وهو أعدل شاهدٍ … فيا شاهداً أضحى يعدَّلُ بالجرح
إليكَ ابن أمِّ المجد عذراء تجتلى … كأنَّ محيّا وجهها فلق الصبح
بها أرجٌ من طيب ذكرك نشره … يعطّر أنفاس الصبا لك بالنفح
تودُّ بناتُ النظم أنْ لو حكينَها … ويا بعدَ ما بين الملاحة والقبح
لقد فاز فيها قدُحك اليوم مثلما … غدت وهي فيك اليوم فائزة القدح
فليس لها كفٌّ سواك ولم يكن … يليق سواها فيك من خرَّد المدح