لبيك لبيك من داعٍ بإجماعٍ – محيي الدين بن عربي
لبيك لبيك من داعٍ بإجماعٍ … والكلُّ أنتَ فأنتَ السامعُ الداعي
فلمْ يلبيكَ مني غيرُ كونكمُ … أنت اللسانُ بلا خلفٍ باجماعِ
قد صحَّ عنك من الأخبارِ ما نطقتْ … به التراجمُ عند الحافظِ الواعي
ما إنْ ذكرتُكَ في نفسي وفي ملإ … إلا وكان شفاءً لي من أوجاعي
لم يقصِ عنكَ الذي قدْ صحَّ منْ خبرٍ … رويتهُ منْ حديثِ البشرِ والباعِ
لقدْ تحققتهُ ذوقاً ومعرفة ً … من غير شكٍّ ولا قول بإقناع
درَّت لبون مواشيه على جلدي … كلَِّ مرعى وإنَّ الرعيَ للراعي
ولوْ طمعتُ بكوني فيَّ دونكمُ … خابتْ لديّ على التحقيقِ أطماعي
أنت اللسانُ وأنت الرِّجل أسعى بها … ولا أقولُ بأنَّ الناطقَ الساعي
وأنتَ لي بصرٌ إذْ أبصرتُ بهِ … وأنتَ سمعي فخذْ فضلاً بأسماعي
نطقاً يحققني بمنا يوفقني … وليس يلحقني في الفهم اتباعي
بشرى أسرُّ بها إني من أهلكمُ … ولا يطمِّنُهُ زجري وإرداعي
إني لأشهدكمْ وأنتَ تشهدُ لي … بذاكَ في الجبلِ الراسي وفي القاعِ
أنتَ العليمُ الذي قسمتَ أقفزة ٍ … حبّ العقولِ فمن مُدٍّ ومن صاعِ
أمري ظفرت بها في وقتِ قسمتها … وما جعلتُ لها حظاً من إقطاعي
أقطاعُنا هيَ أسماءُ الإلهِ بها … عين النجاة ِ لأبصاري وأسماعي
ولا خطوت إلى ما ليس لي قدما … في حالِ وترٍ ولا في حالِ إشفاعِ
لذاكَ ما وردتْ في حقناً كتبٌ … منه تؤدّي إلى ردعٍ واقماعِ
أنصفته في الذي قد جاء يطلبنا … بما تقرَّرَ منْ سبقٍ بإسراعِ