لبيكَ لبيكَ من واعٍ ومن داعِ – محيي الدين بن عربي

لبيكَ لبيكَ من واعٍ ومن داعِ … لبرءٍ ما بي منْ أمراضٍ وأوجاعِ

دعوتني بلسانِ الحقّ تطلبني … إني لما قد دعوتُ السامعَ الواعي

دعوتني وضمنتم ما أسرُّ به … إذا أجبتُ فما خيبتَ أطماعي

لا تفرحَنَّ بشيءٍ لستَ تعرفه … إنَّ الهوية َ في المدعو والداعي

بهِ سمعتَ كما بهِ نطقتَ لذا … قد قام فينا مقامَ الحافظِ الراعي

أنا لهُ تابعٌ ما دامَ يطلبني … كما أكونُ إذا أدعو منْ أتباعي

وليس من شيعي حتى أفوز به … وإنهُ حينَ أدعوهُ منْ أشياعي

لذا ينزلُ في الطافِ حكمتهِ … من الذراعِ على التقريبِ والباعِ

فقدْ تقدرُ والمقدارُ ليسَ لهُ … وهوَ الصدوقُ فقدْ حيرتَ أسماعي

أين العماءُ ومن حبل الوريد أتى … في قربه وإذا ما كنتُ بالساعي

يأتي إليَّ كما قدْ قالَ هرولة ً … والفرقُ يعلم بين المدِّ والصاعِ

إنّ التنزه والتشبيه ملحمة … وتلكَ خيري الذي أدري وأقطاعي

ما قلتُ إلا الذي قالَ الإلهُ لنا … في نعتهِ منْ مقالاتٍ وأوضاعِ

لما أتيت به سوق الكلام أبى … وقالَ ليسَ بضاعاتي وأمتاعي

إلا المحدثُ والصوفيُّ فاجتمعا … والمؤمنون وهذا علم اجماعي

إن العقول لها حدٌّ يصرّفها … وليس يعرفُ منه علمُ إبداع

إني أذعتُ لكَ العلمَ الغريبَ وما … أنا بصاحبِ إفشاءٍ وإيذاعِ

إني وجدت الذي بالسير أطلبه … سيرَ الحقائقِ في سبتي وإبضاعي