لبنانُ ، مجدكَ في المشارق أوَّلُ – أحمد شوقي
لبنانُ ، مجدكَ في المشارق أوَّلُ … والأَرضُ رابية ٌ وأَنتَ سَنامُ
وبنوك أَلطفُ مِن نسيمِكَ ظلُّهُمْ … وأَشمُّ مِن هَضَبَاتِك الأَحلام
أَخرجتَهم للعالمين جَحاجِحاً … عرباً ، وأبناءُ الكريم كرامُ
بين الرياض وبين أفقٍ زاهرٍ … طلع المسيحُ عليه والإسلام
هذا أديبك يحتفى بوسامهِ … وبيانُه للمَشْرقَيْنِ وِسامُ
ويُجَلُّ قدْرُ قِلادة ٍ في صدره … وله القلائدُ سمطها الإلهام
صدرٌ حَوالَيْه الجلالُ، ومِلؤهُ … كرمٌ ، وخشية ُ مومنٍ ، وذمام
حلاَّهُ لإحسانُ الخديو ، وطالما … حلاَّه فضلُ اللهِ والإنعام
لِعُلاك يا مُطرانُ، أَم لنهاك، أَم … لخلالك التّشرفُ والإكرام ؟
أَم للمواقف لم يَقِفْها ضَيْغَمٌ … لولاك لا ضطربت له الأهرام ؟
هذا مقامُ القولِ فيك ، ولم يزلْ … لك في الضمائر محفلٌ ومقام
غالي بقيمتك الأمير محمد … وسعى إليك يحفه الإعظام
في مجمعٍ هزّ البيانُ لواءه … بك فيه، واعتزَّتْ بك الأَقلامُ
ابنُ الملوكِ تلا الثناءَ مخلَّداً … هيهات يذهبُ للملوكِ كلام
فمنِ البشِير لبعْلَبَكَّ وبينَها … نسبٌ تضيءُ بنوره الأيام ؟
يبْلَى المكينُ الفخْمُ من آثارها … يوماً ، وآثارُ الخليل قيام