لا وَجُفونٍ يَنْفُثْنَ في العُقَدِ – كشاجم

لا وَجُفونٍ يَنْفُثْنَ في العُقَدِ … وحُسنِ ثَغْرٍ يلوحُ كالبَرَدِ

والأَهيفِ المستعار من غُصُنِ الـ … ـبانَة ذي الآنْثناءِ والغَيَدِ

زمانُ لهوٍ مَضَى وكانَ وَقَدْ … بينَ الأَثاف والقِدْرِ والوَتَدِ

ولا سَقَى الغيثُ دَارَ ميّة َ والعليا … ءَ نَجْلاً بذاكَ فالسّنَدِ

أحسَنُ مِنْ وقفة ٍ على طللٍ … قَفْرٍ وذكرِ العَرَابة ِ الأجُدِ

كأسُ مدامٍ جَلا المديرُلها … أمَّ الليالي وحدّة َ الأَبَدِ

نشرَبُها شعلة ً بلا لَهَبٍ … ونجتَلِيها رُوحاً بلا جَسدِ

هل أَحدٌ نالَ مثلَ لذّتِنا … بديرِ مرّانَ ليلة َ الأحَدِ

ياطِيبَ يومي بهِ وامسِ ويا … حُسْنَ غدي بعده وبعدَ غَدِ

جداولُ فوقَ جدولٍ صَخِبٍ … وبانة ٌ فيهِ والغيَّ بالرّشَدِ

سُقياً لِما حَوَى حارثٌ ولِمَا … خُصَّ بهِ من محاسنٍ جُدُدِ

قلتُ لهُ وابنُهُ يطوفُ بها … عَمّركَ فينا عمارة َ البلَدِ

بابنِكَ ذا في جمالِ صورتهِ … صرتَ أَبا الظّبي لا أَبا الأَسَدِ

بوركتَ من والدٍ وبُوركَ يا … حارثَ عبدَ المسيحِ من ولَدِ

هاتِ اسقٍنيها صِرْفاً فإنْ سَفَكَتْ … دمي فما لي عليكَ مِنْ قوَدِ

والشربُ من يأنفنَ على رَشَإِ الـ … ـرملة ِ حُسناً وظِبْيَة ِ الجَدَدِ

ورافعُ الصوتِ بالغناءِ بها … يؤنسُ دُونَ التّقاءِ من أحَدِ

زمانُ لهوٍ مَضَى وكانض وَقَدْ … فارقتُهُ عن أغنَّ مُنْتَقدِ