لا لن تفارق مهجتي – صباح الحكيم

أقبلْ و خذني من هتون عذابي … و ارشف كؤوسي عاطرَ العنابِ

قرب وأطربني بآياتِ الهوى … فنسيمها قد ذاب في أهدابي

لا ترتدِ الأعذار تنأى و النوى … يمحو لحاظ الود من أكوابي

فالقلبُ يشقى من فراغٍ قد حبا … يملي بذات البين سطر كتابي

حلمٌ تهادى في فؤادي و الرؤى … فاخضر وجدي، مثلما الأعشابِ

لا لن يفارق مهجتي مذ جاءني … فودادهُ قد نال منه شرابي

أنا لست أهوى في حياتي غيرهُ … فهواهُ بلسم خافق مِطرابِ

ظمأى كؤوسي من تباريح الجوى … ويذوب رمشي شاحب الأطيابِ

يا منيتي والنوم بين جوانحي … مثل الفراشة رف في أتعابي

أنا من غياثك ارتوي في غربتي … فعصير وجدك منعشٌ لعذابي

يا رب فارحم مقلتي جفت على … محبوب قلبي و الجوى أودى بي

ولها يعذبني الحنين و خافقي … يلتاع شوقا لو دنا محرابي

آهٍ من الأشواق عذبا سائغا … ينساب قطرا من صفي سحاب