لا زينة المرءِ تعليلهِ ولا المالُ – مصطفى صادق الرافعي
لا زينة المرءِ تعليلهِ ولا المالُ … ولا يشرفهُ عمٌ ولا خالُ
وإنما يتسامى للعلا رجلٌ … ماضي العزيمةِ لا تثنيه أهوالُ
يريكَ من تفسهِ فيما يهمُّ بهِ … أن النقوسَ ظبى والناسُ أبطالُ
لا بنثني إن عداه سوى حالتهِ … وكل حالٍ توافي بغدها حالُ
ألم يكن عمرُ يرعى المخاضَ فهل … ترى العلا بطنَ وادٍ فيه آبالُ
وهل سوى نفسهِ فد سودتُهُ وهل … تنالُ إلا بشقِّ النفسِ آمالُ
رأى الهدى فجلاه للورى قمراً … ملءَ العيونِ وجلُ الناس ضُلاَّلُ
وجدَّ في نصرةِ الهادي ودعوتِهِ … ولا يخيبُ امرءٌ في الحق فعَّالُ
وأطلقَ النفسَ مما تبتغيهِ هوىً … وإنما شهواتُ النفسِ أغلالُ
ولم يكن أحدٌ يلهيه عن أحدٍ … كأنهُ والدٌ والناسُ أطفالُ
بذا تفزعت الدنيا لهيبتِهِ … حتى تداعتْ عروشُ الصيدِ تنهالُ
وأرهبتْ أسدَ الآفاقِ زأرتُهُ … وملءَ أفاقها أُسْد وأشبالُ
فثبَّتَ الأرضَ يلقي في جوانبها … كتائباً هنَّ فوقَ الأرضِ أجبالُ
ومدَّ آمالهُ في كلِّ ناحيةٍ … ولا سريرٌ ولا تاجٌ ولا مالُ
والمرءُ إن كانْ إنساناً بزينتهِ … فإنَّما هو بينَ الناسِ تمثَالُ
وفي الأنامِ رجالٌ كالنجومِ إذا … أتى الفتى ما أتوهُ نالَ ما نالوا