لا زلتَ يا دهرُ تجلو منظراً حسنا – حيدر بن سليمان الحلي
لا زلتَ يا دهرُ تجلو منظراً حسنا … عن طلعة ٍ سعدُها في يُمنها اقترنا
لماجدٍ أشرقت في الكرخ غُرّتهُ … شمساً تُمزّقُ في أنوارِها الدُجنا
أغرُّ سادَ فكان البدرَ ترمقهُ الـ … ـدنيا وجادَ فكان العارِضَ الهِتنا
وكم سمعتُ لداعٍ: مَن لمكرمة ٍ … فهل سمعتَ سواه من يقولُ: أنا
محمدٌ حسنُ الأخلاقِ راحتهُ الـ … ـبيضاءُ كم طوَّقت جيد الورى مِننا
أما وحبوة ِ علياه وما جَمعت … من الفخارِ وبُردَيهِ وما ضَمنا
لقد كسى مجدهُ الزورا بأجمعها … بُرداً من الفخرِ فيه فاخَرت عدنا
يا باسطاً للندى كفًّا بنائِلها … تُبخِّلُ الأَجودَينِ البحر والمُزنا
قسنا الورى فوجدناها الوهادَ لكم … جميعها، ووجدنا لها قُننا
والحلمُ يولدُ فيما بينكم معكم … يا خِفّة َ الطودِ لو في طِفلكم وُزِنا
لا زال بيتُ عَلاكم للورى حَرماً … مَن راعَه الدهرُ واستذرى به أمنا
أنتمُ جواهرُ عقد الفخر لا برِحت … بكم تحلّي يدا علياكم الزَمنا