لا تَبدَءوني بالعداوةِ منْكمُ، – أبوالعلاء المعري

لا تَبدَءوني بالعداوةِ منْكمُ، … فمسيحُكمْ، عندي، نظيرُ محمّدِ

أيَعيثُ ضَوءُ الصّبحِ ناظرَ مُدلِجٍ، … أمْ نحنُ أجمعُ في ظَلامٍ سَرْمَد

كُمْهُ البصائِر، لا يَبينُ لها الهُدى، … أو مُبصِرٌ، أبداً، بعينَيْ أَرْمَد

جسدٌ يُعَذَّبُ، في الحياةِ، حسِبتُهُ … مُستَشعِراً حَسَدَ العِظامِ الهُمّد

إنّ السّيوفَ تُراحُ في أغمادِها، … وتَظَلُّ في تَعَبٍ، إذا لم تُغْمَد

مَن لي بجسمٍ لا يُحِسُّ رزيّةً، … لكن يُعَدُّ كتُربةٍ، أو جَلْمَد

روحٌ إذا اتّصلَتْ بشخصٍ لم يزلْ … هُوَ وهْيَ، في مرض العَناء المُكمِد

إن كنتِ من ريحٍ، فيا ريحُ اسكُني، … أو كنتِ من لَهبٍ، فيا لهبُ اخمُد