لا تحنّى إذا أخو الشوق حنّا – حيدر بن سليمان الحلي

لا تحنّى إذا أخو الشوق حنّا … أنا يا ورق للشجا منك أدنى

وعلى مائس الأراك تغنّى … ودعي النوح للكئيب المعنّى

ليت عهدي بحيّ نعمان يغدو … راجعاً والمحالُ ما أتمنّى

نزلوا بالغضا فأضحت عليه … أضلعي من ترادف الشوق تحنّى

لفتاة ٍ في ذلك الحيِّ تغدو … وهي من نشوة الصِبا تتثنّى

عوَّذت خدرَها الفوارس بالبيض … وسمر الرماح ضرباً وطعنا

أين منها متيمٌ كلما اشتاق … إليها هفا غراماً وأنّا

طوحته يدُ الليالي بهيماءَ … فأمسى مستوحش الفكر مضنى

نازحاً عن دياره تترامى … فيه أيدي المطيّ سهلاً وَحزنا

قد رثى لي الأنام انسٌ وجنٌ … مذ شجيت الأنامَ إنساً وجنا

طرح الدهرُ كفة الغدر يصطاد … بها الماجدين في كل مغنى

يبتغي ذلَّهم ونقصَ علاهم … ومحالٌ ما يبتغي الدهرُ منّا

نحن أبناءُ هاشمِ أربط العا … لم جأشاً وأكثر الناس مَنّا

قد قفونا آباءنا الغرُّ بالما … ل سخاءً وبالمكارم ضنّا