لا اليوم يومك إذ ولدت ولا الغد – أحمد محرم
لا اليوم يومك إذ ولدت ولا الغد … يا ليت أنك كل يوم تولد
عاد الظلام كما عهدت وهذه … دنيا الجهالة والأذى تتجدد
ما ذاق مهلكه أبو جهل ولا … أودى أبو لهب وربك يشهد
في كل أرض منهما متجبر … يأبى الرشاد وظالم يتمرد
وعبادة الأصنام قام دعاتها … ملء الممالك ما على يدهم يد
فلكل قوم من سفاهة رأيهم … رب يعظم أو إلة يعبد
قم يا محمد ما لحقك ناصر … حتى تقوم وما لدينك منجد
قم في جنودك غازيا وافتح بهم … دنيا الجحود لأمة لا تجحد
جدد لنا أيام بدر إنها … أيامنا اللاتي نحب ونحمد
حفظت على الإسلام يانع غرسه … والجاهلية بالقواضب تحصد
غرس نما فالأرض من بركاته … تعطي الحياة كريمة وتزود
قم يا رسول الله وانظر هل ترى … إلا شعوبا غاب عنها المرشد
نامت سيوفك بعد طول سهادها … فاستيقظ الغاوي وهب المفسد
عم الفساد فلا صلاح يرتجى … للعالمين ولا فلاح ينشد
الأمر فوضى والحياة ذميمة … والشر لا يفنى ولا هو ينفد
دنيا الهوى ترمي الشعوب من الأذى … ومن العذاب بعاصف لا يركد
أنظر إلى أيام عاد إذ طغت … وثمود يبعثها الزمان الأنكد
أسفي على الإسلام هان عرينه … وعدا عليه الفاتك المستأسد
إن الذي جمعت سيوف محمد … أمسى بأيدي المسلمين يبدد
ما أوجع الذكرى ويا لك لوعة … في قلب كل موحد تتوقد
يا مولد النور الذي صدع الدجى … فرأى السبيل الحائر المتردد
السبل خافية المعالم والهدى … قول يقال ومطلب لا يوجد
طال الرجاء فهل لنا من موعد … واحسرتاه متى يحين الموعد
ذهب الزمان فمن لنا ببقية … منه تحل بها الأمور وتعقد
الناس معوج السبيل مضلل … وموفق في العالمين مسدد
رب اتخذ للمسلمين سبيلهم … فإليك مرجعهم وأنت المقصد
فزعوا إليك فكن لهم لا تقصهم … عن باب رحمتك الذي لا يوصد
من كان يسأل في الشدائد من لنا … فالله جل جلاله ومحمد