لاَ تَسَلْنِي وَقَدْ نَأُوا كَيْف حَالِي – خليل مطران

لاَ تَسَلْنِي وَقَدْ نَأُوا كَيْف حَالِي … كَيْفَ حَالُ الْباكِي صَفَاءَ الليَالِي

أَيْنَ ذَاكَ القَلْبُ الخَلِيُّ وَساعَا … تٌ مِنَ الأُنْسِ صِرنَ جِدَّ خَوَالِي

أَيْنَ آمَالِيَ الكِبَارُ وَمَا … أَعْقَبَهَا مِنْ حَقَائِقِ الآمالِ

أَيْنَ ذَاكَ الخَيَالُ كَانَ بِلاَ قَيْدٍ … فَأضْحى نَظْماً بِغَيرِ خَيالِ

يَا صدِيقِي وَيَا إِمَامِي وَيَا … مُنْشِيءَ جِيلٍ يَعْتَزُّ فِي الأجْيالِ

لَسْتُ أَنْسى ذَاكَ المُحَيَّا وَمَا … نَمَّ بِهِ مِنْ نَهّىً وحُسْنِ خِصَالِ

لَستُ أَنْسى تِلْكَ الشَّمَائِلَ … مُثِّلْن لَنَا مِنْكَ فِي أَحَبِّ مِثَالِ

لَسْتُ أَنْسَى تِلْكَ الطَّلاَقَةَ فِي … النُّطْقِ كَأَنَّ الأَلْفَاظَ عدُّ لآلِي

لَسْتُ أَنْسى تِلْكَ الدُّرُوسَ وَمَا … ضُمِّنَ مِنْ حِكْمَةٍ ورَأْيٍ عَالِي

كُلُّ مَا مَرَّ مِنْ صِبايَ أَرَاهُ … بُعِثَ الْيَوْمَ خَاطِراً فِي بَالِي

أَسَفاً أَنْ تَبِينَ يَا فخْرَ عصْرٍ … طَوْقَتْهُ يدَاكَ بِالأَفْضَالِ

أَنْت فِيهِ أَنرْتَ شُما مِنْ الْهَا … مِ فَكَانَت هُدىً لَهُ مِنْ ضَلاَلِ

وَبِتَهْذِيبِك الرجال إِلَى قَوْ … مِكَ أَهْدَيْتَ نُخبةً فِي الرِّجالِ

وبنَيتَ الأَبطَالَ عقلاً ونُبْلاً … ولعَمْرِي هُم خِيرةُ الأبْطَالِ

زَاد شِجْوِي أَنِ انْتَأَيِت وقَدْ … تحْسبُنِي سَالِياً وَلَسْتُ بِسالِي

مِن مُنَى النفْسِ كَان مرآكَ عِنْدِي … ومِنَ السؤلِ أَنْ تجِيبَ سُؤَالِي

غَيْر أَنِّي لَمْ يَدْعُنِي الشوْقَ إِلاَّ … حال دُونَ اللَّقَاءِ فَرْطُ اشْتِغَالِ

أَيها المُسْتَرِيحُ راحةَ ذِي ديْنٍ … تَأَدَّاهُ بعْدَ طُولَ مَطَالِ

مَا حَياةُ عُمرانُهَا مِنْ بَقَايا … هدْمِهَا وَالْجَدِيدْ نَسْجُ الْبالِي

وسِنُوها قَصُرْنَ أَوْ طُلْن همُّ … وَأحِدٌ فِي الْقِصارِ أَوْ فِي الطوالِ

إِنَّما اللحْدُ عِنْدَهُ الْحد لِلتَّنْكِيدِ … وَالسُّهدِ وَالْكُروبِ الثِّقَالِ

وَبِهِ ينتَهِي التَّفَاوُتُ بَيْن الخلْقِ … وَالتَّفْرِقَاتُ فِي الآجالِ

فَألْقَ خَيرَ الجَزاءِ عنْ كُلِّ ما … أَسْلَفْتَهُ مِنْ جَلاَئِلِ الأعمَالِ

وَسلاَمٌ علَيكَ فِي روْضَةٍ تُر … وى بِعفوٍ مِنْ رَبِّك المُتَعالِي