لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الزَّمَانِ؛ فَرُبَّمَا – محمود سامي البارودي

لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الزَّمَانِ؛ فَرُبَّمَا … خدعتْ مخيلتهُ الفؤادَ الغافلا

وَ اصبرْ على ما كانَ منهُ ؛ فكلما … ذهبَ الغداة َ أتى العشية َ قافلا

كفلَ الشقاءَ لمنْ أناخَ بربعهِ … وَ كفى ابنَ آدمَ بالمصائبِ كافلا

يَمْشِي الضَّرَاءَ إِلَى النُّفُوسِ، وَتَارَة ً … يسعى لها بينَ الأسنة ِ رافلا

لاَ يَرْهَبُ الضِّرْغَامَ بَيْنَ عَرِيِنِهِ … بَأْسَاً، وَلاَ يَدَعُ الظِّبَاءَ مَطَافِلاَ

بينا ترى نجمَ السعادة ِ طالعا … فوقَ الأهلة ِ إذْ تراهُ آفلا

فَإِذَا سَأَلْتَ الدَّهْرَ مَعْرِفَة ً بِهِ … فاسألْ لتعرفهُ النعامَ الجافلا

فَالدَّهْرُ كَالدُّولاَبِ، يَخْفِضُ عَالِياً … مِنْ غَيْرِ مَا قَصْدٍ، وَيَرْفَعُ سَافِلاَ