كُنتِ بِالأَمسِ رَبَّةَ العاشِقينا – الياس أبو شبكة

كُنتِ بِالأَمسِ رَبَّةَ العاشِقينا … تُسكِرينَ الملا وَلا تَسكَرينا

وَلَقَد كُنتِ تَبسَمينَ بِحَظٍّ … فَلِماذا أَمسَيتِ لا تَبسَمينا

ما الَّذي أَوجَبَ اِكتِئابُكِ حَتّى … صارَ رَمزُ الجَمالِ رَمزاً حَزينا

أَظلَمَ الحُزنُ في عُيونِك نوراً … كانَ بِالأَمسِ فتنَةَ الناظِرينا

أَينَ ذاكَ الجَمالُ أَين جَبينٌ … ما أَرانا من قَبلُ هذه الغُضونا

أَوَلَيسَت هذي الغُضونُ رُموزاُ … لَم تَزَل في الفُؤادِ سِرّاً دَفينا

خَفِّفي اليَومَ وَطءَ مَشيِكِ كيلا … يُصبِحَ المَشيُ نَقلَة الراقِصينا

ما تَعَوَّدتِ غَير مَشي دَلالٍ … كُنتِ حَتّى الهَوى بِهِ تَخدَعينا

خَفِّفي المَشيَ إِنَّ في التُربِ قَلباً … رَجعَ اليَومَ بعدَ إِثمِكِ طينا

لا تَصيخي لِلحُبِّ وَاِمشي عَلَيهِ … لَيسَ عَهدُ الغَرامِ إِلّا جُنونا

لا تَصيخي إِلى الضَميرِ إِذا ما … قالَ يَوماً عِبارَةَ المُشفِقينا

قَد أَهَنتِ الحَياةَ بَعدَ عليٍّ … فَاِستَحي اليَومَ لا تُهيني المنونا

إِن يَكُ الفُسقُ من عَليٍّ فَمشنكِ ال … فُسقُ وَالجورُ بِئس ما تَفعَلينا

أَنتِ أَفسَدتِه وَكان غُلاماً … ثُمَّ صَيَّرتِهِ من الباذِرينا

إِنزَعي الحليَ عَنكِ وَاِستَبدليها … بِقُيودٍ أَحقّ بِالسافِكينا

هذِهِ الحليُ من دِماءِ عَلِيٍّ … كَيفَ تُبقينَها وَلا تَخجلينا

لا تَصيخي يا مرغَريتُ لِصَوتٍ … لَيسَ صَوتُ الضَميرِ إِلّا مُجونا

وَاِرقُصي إِن وَدَدتِ فَوقَ تُرابٍ … ضَمَّ قَلباً لِمُغرَمٍ وَعُيونا

وَاِطرَحي الحُزنَ عَنكِ فَالحُزنُ جُبنٌ … كَيفَ يا غادَة الدما تَجنينا

غيهِ ضحّي الضَميرَ في كُلِّ حالٍ … وَمري السَفك في الوَرى أَن يَكونا