كيفَ فؤادي والهوى شاغلٌ – مصطفى صادق الرافعي
كيفَ فؤادي والهوى شاغلٌ … يهيجهُ المنزلُ والنازلُ
ما زلتُ أخفيهِ وأخفى بهِ … في الناسِ حتى فضحَ العاذلُ
فعادنا المطلُ وعدنا لهُ … رحماكَ فينا أيها الماطلُ
كلُّ امرئٍ أيامُهُ تنقضي … لا أمل يبقى ولا آملُ
وما السنوغرافُ وما مثلتْ … إلا الصدى ينفلهُ الناقلُ
تُبعَثُ فيها أممٌ قد خلتْ … وتُجتلى في لندن بابلُ
كم مثلتْ من طللٍ ماثلٍ … فكادَ يحيى الطللُ الماثلُ
كأنَّ فيها للهوى منزلاً … فكلُّ قلب عندها نازلُ
تلهو بهِ غطبلةٌ خاذلٌ … وقد بكتْ عطبولةٌ خاذلُ
وعانقَ العاشق معشوقهُ … فاجتمعَ المقتولُ والقاتلُ
يا ويحَ نفسي هل رؤى نائمٍ … أم خطرةٌ ظنها غافلُ
لا تضحك الجاهلَ في نفسهِ … إلا بكى في نفسهِ العاقلُ
مواعظ مثلها هازلٌ … وربَّ جدٍّ جرهُ الهازلُ
كالنفسِ تنسى الهوى في لهوها … وليسَ ينسى الأجلُ العاجلُ
وهكذا الدنيا انتقاضٌ وما … يكونُ فيها فرحٌ كاملُ