كيفَ طَوتكَ المنُونُ يا ولدى ؟ – محمود سامي البارودي

كيفَ طَوتكَ المنُونُ يا ولدى ؟ … وكيفَ أودعتُكَ الثَّرى بيدى ؟

وَاكَبِدِي يا «عَلِيُّ» بَعْدَكَ لَوْ … كانَت تبلُّ الغليلَ ” واكبدى “

فقدُكَ سلَّ العِظامَ مِنِّى ، ورَ … دَّ الصَّبرَ عنِّى ، وفتَّ فى عضُدى

كَم ليلة ٍ فيكَ لاصباحَ لها … سَهِرْتُهَا بَاكِياً بِلاَ مَدَدِ

دَمعٌ وسهد ، وأى ُّ ناظِرة ٍ … تَبْقَى عَلَى الْمَدْمَعَيْنِ والسَّهَدِ؟

لَهفى علَى لَمحة ِ النَّجابة ِ لَو … دامَت إلَى أن تَفُوزَ بالسَّددِ

مَا كُنْتُ أَدْرِي إِذْ كُنْتُ أَخْشَى عَلَيْـ … ـكَ الْعَيْنَ أَنَّ الْحِمَامَ بِالرَّصَدِ

فَاجَأَنِي الدَّهْرُ فِيكَ مِنْ حَيْثُ لا … أَعْلَمُ خَتْلاً، والدَّهْرُ كَالأَسَدِ

لَوْلاَ اتِّقَاءُ الْحَيَاءِ لاعْتَضْتُ بِالْـ … حِلمِ هُياماً يحيقُ بالجلَدِ

لكنْ أَبَت نفسى الكريمة ُ أن … أَثْلِمَ حَدَّ الْعَزَاءِ بِالكَمَدِ

فليَبكِ قلبِى عليك ، فالعينُ لا … تَبْلُغُ بالدَّمْعِ رُتْبَة َ الْخَلَدِ

إن يكُ أخنَى الردى علَيكَ ؛ فقَد … أخنى أليمُ الضنَى على جسدِى

عَلَيْكَ مِنِّي السَّلامُ تَوْدِيعَ لا … قالٍ ، ولكن توديعَ مُضطهَدِ