كل نَوْحٍ لَهُ صَدى فِي فؤَادِي – خليل مطران

كل نَوْحٍ لَهُ صَدى فِي فؤَادِي … وَجَوَابٌ مِنْ عَبْرَتِي وَمِدَادِي

كَيْفَ وَالرُّزْءُ فِي وَدُودٍ صَفِيٍّ … وَرَدَ الصَّفْوَ مِنْ معِينِ وِدَادِي

يَا شُجُوناً تَمَس أَوْتَارَ قَلْبِي … وَيْكِ هَلاَّ مَسَسْتِهَا بِاتئَادِ

كَمْ أَصُوغُ الْوَدَاعَ إِثْرَ وَدَاعٍ … فِي بِعَادٍ يَجِيءُ تِلْوَ بِعَادِ

وَالأَسَى مِلْءُ مِسْمَعِي كُلَّمَا تُو … حِي وَفِي أَضْلُعِي اقْتِدَاحٌ زِنَادِ

وَعُيُونِي لا تَهْجُرُ الطِّرْسَ إِلاَّ … وَسَوَادُ السُّطُورِ بَعْضُ سَوَادي

يَا أَخاً فَضْلُهُ عَلَيَّ كَبِيرٌ … مُذْ تَفَيَّأْتُ ظِلَّ هَذَا الْوَادي

يَا سَلِيمَ الضَّمِيرِ وَالْقَلْبِ فِي أَشْ … رَفِ مَعْنىً وَفِي أَعَزِّ مُرَاد

مَا الَّذي يَصْنَعُ الأَحِبَّاءُ بِالأَرْ … وَاحِ يَوْمَ النَّوَى وَبِالأَكْبَاد

جَلَّ فَقْدَيكَ جَلَّ بَعْدَكَ لِلأَفْ … ضَلِ مِنْ شَطْرَي الْحَيَاة افْتِقَادي

أَيُّ خَطْبٍ دَهَى الْفَضَائِلَ فِي النَّدْ … بِ المُوَالِي وَفِي الْهُمَامِ الْجَوَاد

في الأَمِينِ الأَبَرِّ حُرِّ السَّجَايَا … صَادقِ الْوَعْد مُخْلِف الأَيْعَاد

لَهْفَ نَفْسِي عَلَى زَمَانٍ تَقَضَّى … جَادَهُ مَا اسْتَهَلَّ صَوْبُ الْعِهَاد

فِيه كنا رَهْطاً تَوَلوْا بِمَا في … وُسْعِهِمْ خِدْمَةً لِهَذي الْبِلاَد

وَعَلَيْنَا أَبُو الصَّحَافَة فِي الشَّرْ … قِ رَئِيسٌ نِعْمَ الرَّئِيسُ الْهَادِي

كَمْ لَهُ فِي سَبِيلِهَا مِنْ مَسَاعٍ … لَيْسَ تُنْسَى وَكَمْ لَهُ مِنْ أَيَاد

وَتُعِد الأَهْرَامُ بَيْنَ يَدَيْه … نَهْضَةَ الْقُطْرِ أَيَّمَا إِعْدَاد

وَسَلِيمٌ فِي الْعَامِلِينَ بلاَ دَعْ … وَى عَلَى أَنَّهُ مِنَ الأَمْجَاد

رَقَدَ الأَكْثَرُونَ مِنْ هَؤُلاءِ الْصَّ … حْبِ عَنَّا وَلَم نَزَلْ فِي سُهَاد

وَخَلِيلُ الْجَاوِيشِ فِيمَنْ تَوَلَّوْا … وَالنَّجِيبَانِ مِنْ بَنِي الْحَداد

وَسِوَاهُمْ مِنْ شَاعِرٍ وَأَدِيبٍ … وَخَطيبٍ كَانُوا منَ الأَفْرَاد

رَحمَ اللهُ مَنْ قَضَى وَأَطَالَ اللَّ … هُ أَعْمَارَ سَائر الأَنْدَاد

وَامْضِ يَا صَاحبي خَليقاً بأَنْ تُرْ … ثَى حَقيقاً عَلَيْكَ لُبْسُ الْحدَاد

مَا تَمَادَى حُزْنُ النفُوس عَلَى مثْ … لكَ فيمَنْ خَلاَ كَهَذَا التَّمَادي

وَالأَسَى بَعْد رَائحٍ لَمْ يَكُنْ في … غَيْر ذَا الْخَطْب كَالأَسَى بَعْدَ غَادي

أَبْلغ السَّابقينَ أَزْكَى التَّحيا … ت منَ اللاَّحقينَ في ميعَاد

وَتَلَقَّ النُّعْمَى بوَجْهٍ مُنيرٍ … فِيه سِيمَا تِلْكَ المَعَانِي الْجِيَاد