كلّما زادَكَ المحبُّ اقترابا – حيدر بن سليمان الحلي
كلّما زادَكَ المحبُّ اقترابا … زدتَ عنه تباعداً واجتنابا
شيمة ٌ ليست العُلى ترتضيها … للذي كانَ هاشميًّا لُبابا
ياهماماً ضَربنَ في طينة ِ العلـ … ـياء أعراقُه فطبنَ وطابا
لا تَسم هذه الأواصرَ قطعاً … ليسَ ذا اليومُ يومَ لا أنسابا
كيف تُغضي، وقد سمعت عتاباً … لم أخلني عدوتُ فيهِ الصوابا؟
هل أتى غيرُ مُفهمٍ عن قصورٍ؟ … أم تُراني أسأتُ فيه الخطابا؟
أو تَثاقلتَ عن مَلالٍ، وحاشا … كَ، فكانَ السكوتُ منك جوابا؟
كان ظني بأن على إثر إن نا … ديتُ، أغدو بما رجوتُ مُجابا
فإذا بي أتابعُ الرسلَ تَترى … بكتابٍ للعتب يَتلو كِتابا
لستُ أَسخو بأن يقولَ لساني: … مسَّ بعضُ التغييرِ ذاكَ الجَنابا
يا تَنزّهتَ عن تَطرّقِ ظَنٍّ … بسجاياكَ أن تحولَ انقلابا
قد أبت تلكُم الخلائقُ حتّى … للعِدى أن تكونَ إلاّ عِذابا
سؤتني يا نسيجَ وحدِك حدّاً … فَنسجتُ القريضَ فيك عتابا
أن تجدني أطلتُ نحوكَ تردا … ديَ بالتَعبِ جيئة ً وذهبا
فلودٍ شكا وأيأسُ شاكٍ … مَن يُداوي بعتبهِ الأَوصابا