كفّي القتالَ، وفكي قيدَ أسراكِ، – صفي الدين الحلي
كفّي القتالَ، وفكي قيدَ أسراكِ، … يكفيكِ ما فعلتْ بالناسِ عيناكِ
كَلّتْ لِحاظُكِ ممّا قد فتكتِ بنا، … فمن ترى في دمِ العشاقِ أفتاكِ
كَفاكِ ما أنتِ بالعُشّاقِ فاعِلَة ٌ، … لو أنصفَ الدهرُ في العشاقِ عزاكِ
كَمّلتِ أوصافَ حُسنٍ غيرِ ناقصَة ٍ، … لو أنّ حسنكِ مقرونٌ بحسناكِ
كيفَ انثنيتِ إلى الأعداءِ كاشفة ً … غوامضَ السرّ لما استنطقوا فاكِ
كتمتُ سركِ حتى قالَ فيكِ فمي … شعراً، ولم يدرِ أنّ القلبَ يهواكِ
كِدتِ المحبَّ فما أنتِ بطالبَة ٍ … فَنا مُحبّك مع إشماتِ أعداكِ
كافيتني بذنوبٍ لستُ أعرفها، … فسامحي وأذكري من ليسَ يسلاكِ
كلفتني حملَ أثقالٍ عجزتُ بها، … وحَبّذا ثِقلُها إن كانَ أرضاكِ
كابدتُ هولَ السرى في البيدِ مكتسباً … مالاً، وما كنتُ أبغي المالَ لولاكِ
كلاً، ولا بتُّ أطوي كلَّ مقفرة ٍ، … ومهمهِ لم تسرْ فيهِ مطاياكِ
كأنّ فيهِ السما والأرضَ واحدة ٌ، … ونوقنا نجبُ نورٍ تحتَ أملاكِ
كبَتْ من الأينِ فيهِ ناقَتي، فغدَتْ … تشكو إليّ بطرفٍ شاخصٍ باكِ
كوماءُ تسحبُ من سقمٍ مناسمها … كأنّ أرجلها شدتْ بأشراكِ
كفتْ عن السيرِ للمرعَى محاولة ً، … فقلتُ: سيري إلى مرعى النّدى الزّاكي
كرّتْ، وقالت: إلى من ذا؟ فقلتُ لها: … إلى أبي الفَتحِ مَولانا ومَولاكِ
كَهفُ الضّيوفِ ووهّابُ الألوفِ وجدّ … اعُ الأنوفِ، وأمنُ الخائفِ الشاكي
كريمُ أصلٍ يُعيدُ الرّوحَ مَنظَرُهُ، … فلو قضيتِ، بإذنِ اللهِ، أحياكِ
كساكِ من سندسِ الإنعامِ أردية ً، … حتى كانّ جنانَ الخلدِ مأواكِ
كلي هنيئاً، ونامي غيرَ جازعة ٍ، … في مَربَعٍ فيهِ مَرعانا ومَرعاكِ
كانَ الرجاءُ بلقياهُ يعللني، … وحادِثاتُ اللّيالي دونَ إدراكي
كذا طلابُ العلى ، يا نفسِ، ممتنعٌ، … فإن صبرتِ لهُ نالتهُ كفاكِ
كواكبُ القطرِ إلاّ أنّ راحتهُ … إن أمسكَ القطرُ لا تعبا بإمساكِ
كفٌّ حكَى وابلَ الأنواءِ وابلُها، … حتى غَدا يَحسُدُ المَحكيَّ للحَاكي
كم أبكتِ البِيضَ في كفّيهِ إذ ضَحكتْ … عيناً، وأضحكَ سناً مالُه الباكي
كلُّ الأنامِ، لما أولاهُ، شاكرة ٌ، … فَما لَهُ غَيرُ بيتِ المالِ من شاكِ
كن كيفَ شئتَ بأمنِ اللهِ يا ملكاً، … أضحتْ عزائمهُ أقطابَ أفلاكِ
كَفَيتَنا منكَ مَنّاً لو وُصِفتَ بهِ … لظُنّ ذلكَ منّا نَوعَ إشراك
كذاكَ لا زلتَ تكفي كلَّ ذي جسدٍ … فتكَ الخطوبِ بعزمٍ منكَ فتاكِ