كان لبعضِ الناسِ نعجتان – أحمد شوقي

كان لبعضِ الناسِ نعجتان … وكانتا في الغيْطِ ترعيانِ

إحداهما سمينة ٌ، والثانِيهْ … عِظامها منَ الهُزالِ باديَه

فكانتِ الأولى تباهي بالسمنْ … وقولهم بأنها ذات الثمنْ

وتَدَّعي أَن لها مقدارا … وأنها تستوقفُ الأبصارا

فتصبرُ الأختُ على الإذلالِ … حاملة ً مَرارة َ الإدلال

حتى أتى الجزَّارُ ذاتَ يوم … وقلبَ النعجة َ دون القومِ

فقال لِلمالِكِ: أَشْترِيها … ونقدَ الكيسَ النفيسَ فيها

فانطلقتْ من فورِها لأُختِها … وهْيَ تَشكُّ في صلاح بختِها

تقولُ: يا أُختاهُ خبِّرِيني … هل تعرِفينَ حاملَ السِّكين؟

قالت: دعيني وهزالي والزمنَ … وكلِّمِي الجزّارَ يا ذاتَ الثَّمَنْ

لكلِّ حال حلوها ومرُّها … ما أَدَبُ النعجة ِ إلا صبرُها