كانَ البُكاءُ قَصائدي للناسْ – عبدالعزيز جويدة

ابكي مَعي

هو رائعٌ أن يَلتَقي

قَلبي وقَلبُكِ

في مَيادينِ البُكاءْ

تِلكَ النَّوافيرُ التي قَالوا لَنا

هي تَستَمِدُّ الدُّرَّ مِن نَبعِ السَّماءْ

عَزفٌ جَميلٌ دَمعُنا

نايٌ حَزينْ ..

قَالَ الذي كُنا نُريدُ

بِكلِّ هذا الكِبرياءْ

للمرَّةِ الأولي دُموعي غَيمَةٌ

للمرةِ الأولى أُحسُّ بِداخلي

مَطرًا يَهُزُّ ثَوابِتَ الأشياءْ

أنا ما بَكيتُ طوالَ عُمري صَدِّقي

كانَ البُكاءُ مُحرَّمًا في عُرفِنا

نُعطيهِ دَومًا ظَهرَنا لو جاءْ

أنا ما التقيتُهُ إنما

كنا نُواجهُ بَعضَنا

أنا والدموعُ كأنَّنا أعداءْ

مِن بعدِ حُبِّكِ مُنيتي

أنا كلَّما اشتدَّ الحنينُ بِداخلي

أبكي لهُ ..

فهلِ البُكاءُ بِحُبِّنا استثناءْ ؟

ابكي مَعي

زَمنًا مَضى

ما حِيلَتي أو سُلطتي لِيعودْ ؟

هيَّا اغسِليني مِن زَمانٍ خانني

أنا بالخيانةِ دائمًا مَوعودْ

قلبي .. نَسيتُكَ في الزِّحامِ ولم أَكُنْ

أدري بأنكَ داخلي مَوجودْ

لكنَّهُ مِن بعدِ حُبِّكِ يَعترفْ ..

واللهِ أصبحَ للحياةِ وجودْ

بالحُبِّ نُصبِحُ لا حُدودَ لِعمرِنا

وبِغيرِ حُبٍّ عُمرُنا مَحدودْ

وتَصوُّفُ الزُّهادِ عُمقُ مَشاعرٍ

وصلوا إليها مِن عَظيمِ الجودْ

والحبُّ رُوحٌ سافرَتْ في مِثلِها

إن أبحرَتْ فَمِنَ المُحالِ تَعودْ

والعشقُ فلسفةٌ إذا فَسَّرتَها

تجدُ الطريقَ لفهمِها مَسدودْ

ابكي مَعي .. فلَرُبَّما

كانَ البُكاءُ قَصائدي للناسْ

لِمَ كلَّما دَمعي تَتدفَّقَ ضَمَّنِي

وَجعٌ الحَنِينِ رائعُ الإحساسْ

يَرتاحُ قَلبي في رِحابِ دُموعِنا

إن الدُّموعَ تُطهِّرُ الإحساسْ

أشعلتُ روحي شَمعةً في قُربِها

أنا راهبٌ في حَضرةِ القُداسْ

يا رِحلةَ العشقِ الأخيرةَ رُبَّما

كانَ الهروبُ مِن الحنينِ مُحالْ

فسفينةُ العشاقِ تُبحرُ مِن هُنا

رُبَّانُها قلبٌ أحبَّ وآخرٌ قد مالْ

وشواطئُ العشقِ التي

كنا نُحاولُ جاهدينَ وصولَها

غَيبٌ بعيدٌ خَلفَهُ الأهوالْ