كالشَّمسِ منْ جمرة ِ عبدِ شمسٍ – مهيار الديلمي

كالشَّمسِ منْ جمرة ِ عبدِ شمسٍ … غضبى سخت نفسي لها بنفسي

ماطلة ٌ غريمها لا يقتضى … ديونهُ ودينها لا ينسي

في بلدٍ يحرمُ صيدُ وحشهِ … وهي بهِ تحلُّ صيدَ الأنسِ

ترى دمَ العشاقِ في بنانها … علامة ً قدْ موِّهتْ بالورسِ

تفسدُ خلقاً ليناً معتدلاً … لها بأخلاقٍ جعادٍ شمسِ

في طرفها تغزُّلٌ وقلبها … حماسة ٌ تنسبها للحمسِ

ذكرتها العهدَ على كاظمة ٍ … قالتْ نسيتُ والفراقُ ينسي

أنكرُ منها حلية ً غريبة ً … تشوبُ لي معرفة ً بلبسِ

وشعراً مبدَّلاً بشعرٍ … بدَّلَ فيها بالنَّفارِ أنسي

هلْ هو إلاَّ الشَّيبَ أمَّ مالكٍ … لا بدَّ أنْ يصبحَ ليلُ الممسي

وما عليكَ والهوى مكانهُ … أنَّ الثِّغامَ في مكانِ النَّقسِ

غالِ بها عندَ الغواني لمَّة ً … ما لمْ تبعها حدداً بلبسِ

إنَّ الكرامَ درستْ آثارهمْ … فلمْ أطقْ ضبطاً لها بدرسِ

إلاَّ منَ البيتِ الذي خطَّتهُ … يرشحُ فيها مجدها فيرسي

شادَ بنو عبد الرَّحيمِ في العلا … خيرَ بناءٍ فوقَ خيرِ أسِّ

ادفعْ بهمْ غضبة َ كلِّ لزبة ٍ … عمياءَ تدفعْ ربوة ً بقدسِ

والقِ بنجمٍ منهمُ وسعدهِ … تخلصُ نجيَّاً كلَّ يومِ نحسِ

إنِّي عجمتُ بالحسينِ زمني … فلمْ يثلَّمْ وهو صلبٌ ضرسي

وذبَّ عنَّي فوفيتُ ناهضاً … منَ الخطوبِ بذئابٍ طلسِ

انشرَ آمالي وكنَّ رمما … يا منْ رأى حياة َ ما في الرَّمسِ

ومدَّ لي كفَّاً فكانتْ رقية ً … والدَّهرُ أفعى فاغرٌ لنهسي

صافحتها فصفحتْ بلينها … عنِّي ضروسَ السَّنواتِ اليبسِ

ما استصبحتْ عينٌ بمثلِ وجههِ … واليومَ عبَّاسُ العشيِّ ممسي

ولا ورى زندي إلا رأيهُ … أبيضُ منهُ في الخطوبِ الغبسِ

منْ دوحة ٍ مظلَّة ٍ مطعمة ٍ … طابَ جناها الحلو طيبَ الغرسِ

أدَّتهمُ يحذوكَ فرعُ أصلهِ … لمْ يكُ دينارهمْ ابن الفلسِ

إنْ بليتْ أعراضُ قومٍ أو خبتْ … يوماً فغطَّتْ صحَّة ً بلبسِ

باتوا بأعراضٍ عراضٍ في العلا … يومَ الفخارِ ووجوهِ ملسِ

مكارمٌ معمَّة ٌ مخولة ٌ … تركَّبتْ منْ عربٍ وفرسِ

لمْ يتهجَّنْ غرُّها وشمُّها … بالبهمِ منْ أمائها والفطسِ

واليومَ باقٍ منْ حليِّ ما بكمْ … بقاءَ سطرٍ ناحلٍ في طرسِ

غيَّرَ أخذُ الحقِّ منْ باطلهِ … طلاوة ً فيهِ وفرطُ أنسِ

فراعِ منْ حفظهمُ في رسمهِ … ناسجة َ العرقِ وحقَّ الجنسِ

واعمرْ بساعاتِ السُّرورِ ساعة ً … تتبعُ برءَ سكرة ٍ بنكسِ

ما بينَ جورِ قدحٍ وعدلهِ … وبينَ حثِّ مزهرٍ وجسِّ

هذا لحرِّ فارسٍ نسبتهُ … وتلكَ منْ علجِ النَّصارى الجبسِ

عجبتُ منها خشباً منْ خشبٍ … جاءتْ ومنهُ ناطقاً عنْ خرسِ

فاشربْ على ابن الموبذانِ خرقتْ … عذرتهُ عذراءَ بنتَ القسِّ

وخذْ لأيَّامِ الشِّتاءِ أهبة ً … أخذَ العروسِ أهباتَ العرسِ

عندي منْ جودكَ فيهِ عادة ٌ … يحبسها النِّسيانُ بعض الحبسِ

تدركني وقدْ قضتْ رعيانهُ ال … أوطارَ منْ تحشُّشي ولسِّي

والمجدُ فيما أنتَ مهدٍ خالعٌ … والنَّفعُ أنْ تلبسَ وقتَ اللُّبسِ

وحاجتي إذا اقترحتُ حاجة ً … في لطفِ حسٍّ وبحسنِ مسِّ

في أنْ يكونَ اليومَ ما يأتي غداً … إذا كنتُ قدْ أجممتكمْ بالأمسِ

واعلمْ بنفسي وأنتَ خيرُ عالمٍ … أنَّ الشِّتاءَ منْ عدوِّ النَّفسِ