قُلْ لِلتي هَجَرَتْ حَوْلَيْن عَاشِقَهَا – بشار بن برد
قُلْ لِلتي هَجَرَتْ حَوْلَيْن عَاشِقَهَا … لو كنت مقبلة ً في الوصل ما رادا
هَجَرْتِ مَنْ لم يُردْ هِجْرَانَ وُدِّكُمُ … وَمَنْ يَبِيتُ لِمَا ضَيَّعْت عَدَّادَا
لم يَنْسَ أَيَّامَك اللاَّتِي وصَلْت بِها … والصرمُ يحصيه إصداراً وإيرادا
فالصرم غل لنا نخشى عوائده … والوصل فيه شفاء السقم لو عادا
لاَ تَصْرِمِيني فإِنِّي مِنْ تَذَكُّركُمْ … لَتَعْتَرِينِي جُنُودُ الحُبّ أَجْنَادَا
وقدْ أَرى أَنَّ أَقْوَاماً أُخَالطُهمْ … أرق لي منك بالمملوك أكبادا
قدْ قُلْتُ لَمَّا وَنتْ عنّي زيارتُكُمْ … وقدَّحَ الْحُبُّ في الأَحْشَاءِ فازْدَادَا
… لا يستطيع لهذا الدهر إخلادا
مَا كُنْتِ منِّي عَلَى بَالٍ وزُلْتِ بِها … أرى العداة وإن أخلفت أصفادا
مَنَّيْتِنِي مُنْيَة ً هَشَّ الْفُؤَادُ لها … ثم انصرفت وما زودتني زادا
هَلاَّ تَحَرَّجْتِ يَا عَبَّادَ منْ رَجُلٍ … قد زمه الحب حتى ذل فانقادا
كيف العزاء وقد علقت منك هوى … لو لم يرح بهوى من حبكم عادا
ما خير القلب إلا اختار قربكم … ولا سرى الشوق إلا هاج إسهادا
ولا ألم بعيني من كرى سنة ٍ … إِلاَّ أَلَمَّ خَيَالٌ منْكِ فَاعْتَادَا
ما تأمرين لذي عينٍ مؤرقة ٍ … قد مات من حبكم يا عبد أو كادا
لا يذكر القلبُ من خود زيارتها … في مسالف الدهر إلا اهتز أو مادا
لا تجعلن في غدٍ وعدي وبعد غدٍ … فإن فعلت فما وفيت ميعادا
أَبْلَيْتِ وُدِّي وَأَجَدَدْنَا مَوَدَّتَكُم … شتان بالٍ ومن يزداد إجدادا
قَدْ صدْتِ قَلْبِي فَأَنْقَعْتِ الْهَوَانَ لَهُ … ما كل حين يهين الصيد من صادا
قَالَتْ عُبَيْدَة ُ إِنِّي سَوْفَ أعْتِبُكُم … إن غيب الله عن ممشاي حسادا
سَقْياً وَرَعْياً عَلى مَا كَانَ منْ زَمَن … لِذلِكَ الشَّخْص أَبْدَى الْبُخْلَ أمْ جَادَا