قَطَعَت قَتولُ قَرينَةَ الحَبلِ – صريع الغواني
قَطَعَت قَتولُ قَرينَةَ الحَبلِ … وَنَأَت بِقَلبِ مُتَيَّمِ العَقلِ
سَبَقَت رُجوعَ السَجفِ نَظرَتُهُ … فَأَصابَ غِرَّةَ شادِنٍ طِفلِ
لَولا تَخَفُّرُها لَأَطعَمَنا … فيها مَعارِضُ ضَحكَةِ البَذلِ
رَفَعَت بِمَنكِبِها الشَمالُ ذُيو … لَ الخِدرِ دونَ نَواعِمٍ نُجلِ
فَاِرتَعنَ مُبتَدِراتٍ مُثقَلَةَ ال … أَردافِ فَعمَةَ مَكمَنِ الحِجلِ
أَنهَضنَها مَثنى خَلاخِلِها … مَثنى غَدائِرِ فاحِمٍ جَثلِ
فَسَتَرنَها بِأَكُفِهِنَّ وَقَد … نَفَذَت مَرامِيَ صائِبِ النَبلِ
تَبِعَ الصِبا وَقَضى بِنَظرَتِهِ … وَطَراً وَساوَرَ خُطَّةَ القَتلِ
وَفَتىً يَعُدُّ اللَيلَ رَوحَتَهُ … سَبعُ الهُمومِ لِذِكرِها مُشلِ
كَلَّفتُهُ ما فَوقَ طاقَتِهِ … دُلَجاً تَنالُ حَفيظَةَ الفَسلِ
فَتَنَجَّزَ الهِمّاتِ مَوعِدَها … وَاللَيلُ مُعتَكِفٌ عَلى رِجلِ
أَخَذَ السُرى وَكَبا النُعاسُ بِهِ … فَكَأَنَّهُ رَحلٌ عَلى الرَحلِ
وَهَجيرَةٍ أَدرَجتُ مَوقِدَها … وَبُطونُها وَظُهورُها تَغلي
بِنَجاءِ ناجِيَةٍ يَسورُ بِها … هادي النَجيبِ وَهامَةُ الفَحلِ
تَنجو بِجَنَّةِ أَولَقٍ وَخُطىً … عَجَلَ الصِبا وَدِلالَةَ الهِقلِ
راحَت فَما عَرَضَ الصَباحُ لَها … إِلّا وَقَد هَتَكَتهُ مِن قُبلِ