قَرَأْتُ دِيوَانَكَ لاَ أَنْثَنِي – خليل مطران

قَرَأْتُ دِيوَانَكَ لاَ أَنْثَنِي … عَنْ مُونِقٍ إِلاَّ إِلى مُوِنقِ

كَأَنَّنِي فِي رَوْضَةٍ تَزْدَهِي … بِالمُزْهِرِ الغضِّ وَبِالمُوْرِقِ

أَمُعْرِضٌ أَنْتَ عَنْ الشِّعْرِ يَا … مَنْ شِعْرُه هَذَا فَمَا تَتَّقِي

هَلْ فِي تَوَخِّي غَايَةٍ بَعْدَهُ … مِنْ مُرْتَقىً يَبْلُغُهُ المُرْتَقِي

لَعَلَّ تِيهاً مِنكَ أَبْدَيْتُهُ … مُجْتَرِئاً فِي صُورةِ المُشْفِقِ

أَمَّا الَّذِي دَبَّجْتَهُ مُرْسَلاً … مِنَ الطِّرَازِ الوَاضِحِ الرَّوْنَقِ

فِي نَثْرِكَ الفَنِّيِّ وهْوَ الَّذِي … لاَ يُلْحَقُ اليَوْمَ وَلَمْ يُسْبَقِ

بِكُلِّ مَعْنىً بَارِعٍ بَاهِرٍ … وَكلِّ لَفْظٍ نَاصِعٍ مُشْرِقِ

أَطْلِقَ وَالإِحْسَانُ قَيْدٌ لَهُ … أَعْجِبْ بِهِ مِنْ قَيِّدٍ مُطْلَقِ

تَجْلُو خَبَايَا الْعِلْمِ فِي حِقْبَةٍ … سَبِيلُهَا شَقَّتْ فَلَمْ تُطْرَقِ

مُسْتَكْشِفاً مُسْتَنْبِطاً آخِذاً … فِي الرَّيْبِ بِالأَثْبَتِ وَالأَوْثَقِ

لاَ تَقْبَلُ الرَّأْيَ عَلَى عِلَّةٍ … تُبْرِزُهُ عَنْ حَيِّزِ المَنْطِقِ

بِلاَ افْتِئَاتٍ مِنْكَ أَوْ لُوثَةٍ … تُصَدِّقُ الزَّعْمَ وَلَمْ يَصْدُقِ

فَذَاكَ يَا مَنْ يَعْرِضُ الدُرَّ مَا … حَيَّرْتَ فِيهِ مَطْمَعَ المُنْتَقِي

سِفْرٌ أَعَادَ الذِّكْرَ أَدْرَاجَهُ … إِلى شَبَابِ اللُّغَةِ الرَّيِّقِ

أَحْدَثَ لِلْضَّادِ وَتَارِيخِهَا … فَتْحاً وَلَمْ يُبْقِ عَلَى مُغْلقِ