قَدْ لَعب الدَّهْرُ علَى هامَتِي – بشار بن برد

قَدْ لَعب الدَّهْرُ علَى هامَتِي … وذُقْتُ مُرًّا بعْد حَلْوَاءِ

إِنْ كُنْتِ حَرْباً لهُمُ فانْظُرِي … شطري بعينٍ غيرِ حولاء

يا حسنهاحين تراءتْ لنا … مكسورة َ العينِ بإغفاء

كأنَّما ألبستها روضة ً … مابين صفْراءَ وخضراء

يلومني ” عمروٌ” على إصبع … نمَّتْ عليَّ السِّرَّ خرْساء

للنَّاس حاجاتٌ ومنِّي الهوى ….شيءٌ بعد أشياء

بل أيها المهجورُ منْ رأيه … أعتبْ أخاً واخرجْ عن الدَّاء

منْ يأخذ النّار بأطرافه … يَنْضَحْ علَى النَّار من المْاء

أنْت امْرُؤُ فِي سُخْطنا ناصبٌ … ومنْ هَوَانَا نَازحٌ نَاء

كأنَّما أقسمتَ لا تبتغي … برِّي وَلا تَحْفلْ بإيتَائي

وَإِنْ تَعَلَّلْتُ إِلَى زَلَّة ٍ … أكلتُ في سبعة أمعاء

حَسَدْتَني حينَ أصَبْتُ الغنَى … ما كنتَ إلاَّ كابن حوَّاء

لاقَى أخَاهُ مُسْلماً مُحْرماً … بطعنة ٍ في الصُّبح نجلاء

وَأنْتَ تَلْحَاني ولا ذَنْبَ لي … لكم يرى حمَّالَ أعبائي

كأنَّما عاينتَ بي عائفاً … أزرقَ منْ أهلِ حروراء

فارْحلْ ذميماً أوْ أقمْ عائذاً … ملَّيتَ منْ غلٍّ وأدواء

ولا رقأتْ عيْنُ امْرىء ٍ شامتٍ … يبكي أخاً ليس ببكَّاء

لو كنتَ سيفاً لي ألاقي به … طِبْتُ به نفْساً لأَعدائي

أوْ كُنْت نفْسي جُمعتْ في يدي … ألْفيْتني سمْحاً بإِبْقاء