قمم الضجيج – فواغي صقر القاسمي
لبنان حين يستباح لا يملك العرب سوى النواح ،
و قممهم ليست سوى ضجيجا ..
نسمع جعجعة و لا نرى طحينا
…
يا أمة الإسلام و العُرب الكرام
إنّا و حين نحاول التعداد كم نكباتنا
نجثو على المأساة
يرهقنا الحسابْ
…
خيباتنا عبثا نحاول
أن نعد حدوثها
منا .. وفينا .. أم علينا
لا يهم هنا الجوابْ
…
فدم الحسين يظل ينزف
في الضمائر
في الدفاتر
في مساحات الشعور
و نظل نتهم الذئابْ
…
و نلفق الأعذار
نسقطها على الأقدار ..
نبرع في التآمر و الخيانة …
في الملامة و السبابْ
…
الذئب ليس من الدماء
مبرّءً … لكنما
نحن الذين بجبننا
و بيأسنا المسكون بالذل المقيت
قد وهبناه الرقاب ْ…
…
و نظل نبكي فوق أطلال
العصور الغابرات
و نشتكي هول المصاب
…
لكننا أبدا نظل كما العذارى في الخدور
مكبل فيها الخيار
ويخجل خفرها حتى العتابْ
…
نجري و نلهث خلف
أوهام الحلول
على مجنحة الضبابْ
…
و على رياح اليأس نائحة
تعفرَ وجهها
برماد معضلة التحقق و الصوابْ
..
ما أثمرت قمم الضجيج
سوى هباءا
من مباغتة الخيال
بعون ألوان الكلام
مشكِّلا سحب السرابْ
.
لنصون للأعداء
ماء الوجه
حين نسوق أشكال العفونة
و الحرابْ
.
لتمزق النصر الذي
غرسته ألوية البطولة و الرجال
على جثامين النذالة
و السفاهة
و الغيابْ
.
و نعيق بوم الشؤم
يرجف في الزوايا
و الصدى مترددا بين الشقوق
مكررا عِظـَم المآسيَ و الخرابْ
.
و بعشرة بصماتنا
حين المداد المر يرسم ذلنا
دون الخيار .. على طواحين
الكتابْ
.
بأوامر قمعية
تأتي و تقصفنا بها بشراسة
تلك الغرابْ ..
.
وزراؤنا
عزفوا على الوتر الكسيح
نواحهم ..
و مزقوا أسماعنا بقرارهم
عالي الأبابْ
.
هذا له عظِمُ الثواب
وذاك مغضوب على أفعاله
فلذا استحق اللعن منا
و العقابْ
جاءوا بقفة غدرهم
يتقاسمون أوامر البيت القبيح
و ينصبون فخاخهم
بقرار سادته الأفاعي
يزرعون له العوائق و الصعابْ
.
فكأنما الشرق الجديد بعرفهم
يحمي العروش لهم
لتبقى فوق أعناق الشعوب
مصانة بقوى الصحاب
ما ذاك إلا بعض أوهام سرابْ
.
اليوم في لبنان
تصرخ كل أكفان الطفولة
كل أشلاء الكهولة
كل أوصال الشبابْ
.
تسقي دموع الحزن
و الآلام ساحات الفداء
بطهرها قاني الخضابْ
.
تخضلُّ كف الموت
من مسك تناثر
في ثرى قانا و في الشياح
في حولا و في قاع البقاع الحر
في الوطن المهابْ
.
و القادة الأفذاذ
في أقطار أمتنا أكتفوا
بخطاب شجب باهت
بئس الخطابْ
.
علماؤنا يفتون بالتكفير
و التجريم … و التحريم
ديدنهم ، كما دوما همُ ،
سرد المآثم و الوعيد
و كل ألوان العذابْ
.
و يقينهم حتى الدعاء لبعضنا
بالنصر في ردع الأعادي
عن حياض ديارنا
كفر بدين محمد
يا للعجابْ
.
ماذا تراهم قدموا
أو أسهموا
أو ناصروا و تآزروا
كما يقول نبينا
حين المصابْ ؟
.
هل ذاك شرع إلهنا
في ديننا ..؟
في منهج الدنيا القويم
و ما تنص عليه آيات
الكتابْ ؟
.
أن يخذل الإخوان إخوانا لهم
في الدين و الأعراق
حين تلح حاجات التكاتف
في الحرابْ
.
تبا لها من أمة
كانت بحق درة بين الأمم
فإذا بها بهوانها و خنوعها ..
تغدو الفريسة
بين أنياب الكلاب
.
أغسطس 2006