قل للخلافة قد بلغت مناك – ابن دارج القسطلي
قل للخلافة قد بلغت مناك … ورأيت ما قرت به عيناك
مهدي أمة أحمد وكريمها … وحليمها يأوي إلى مئواك
وسليل نفس إمامها وشهيدها … قمريك في الدنيا وما قمراك
هذا تعجل من كرامة ربه … في الخلد مثوى جل عن مثواك
ودعوت ياثاراته فمحمد … بالسيف أول سامع لباك
الخائض الغمرات غير مروع … بالموت زاحمه إلى محياك
وأضاءت الدنيا لأول وهلة … وصل الإله سناءه بسناك
ماكنت قابلة سواه ولم يكن … يوما يريد حياته لسواك
ولكم شجاه منك في جنح الدجى … إعوال محزون وزفرة باك
حتى تلافى ما دهاك بعزمة … لم يعيها الداء الذي أعياك
في كفه السيف المقلد جده … بالمرج إذ تبت يد الضحاك
وسعى فأدرك بعد ثأرك ثأره … من كل ممتنع من الإدراك
وأباح كل حمى لكل مضلل … غاو أباح حمى الهدى وحماك
فشفى نفوس المسلمين ونفسه … لما سقى الدنيا دماء عداك
بشهيد آل الله والملك الذي … لاكفء من دمه الكريم الزاكي
لبست عليه الأرض ثوب حدادها … وبدت نجوم الليل وهي بواك
فحوى الخلافة والسناء وليه … رغما لكل معاند أفاك
حكما من الحكم العلي لطالب … أبدا دم الخلفاء والأملاك
حتى تنجز موعد الله الذي … لم تخف فيه مواعد الإيشاك
يا لابسا لعدوه ووليه … بطش الأسود وعفة النساك
ما أبهج الدنيا لديك بعزة الدين … الحنيف وذلة الإشراك
إن غص يوم القوط منك برسلهم … فغدا بيوم الروم والأتراك
سمعوا بدعوتك التي نادتهم … أوطانهم منها تراك تراك
فالورع منقطع إليهم واصل … ليل البيات لهم بيوم عراك
بمثال طعن في الكلى متتابع … وخيال ضرب في الرقاب دراك
فتيمموك ومن أشك سلاحهم … سيمى الخضوع وبزة الهلاك
متعوذين من الفناء بصفحتي … سيف لمثل دمائهم سفاك
فكأنما خاضت إليك وجوههم … نارا تضرم في غضاء أراك
حتى اجتلوا قمر الخلافة حوله … أمثال زهر كواكب الأفلاك
وغلب ولا تزل الخلافة والهدى … من سعد جدك في سلاح شاك
واشرب بأكواس السرور وسقها … رفها مدى الأيام هات وهاك
وأنا الشريد وظل عزك موئلي … وأنا الأسير وفي يديك فكاكي
أدب أضاء المشرقين وتحته … حظ يئن إليك أنه شاك