قلْ للشخصِ الذي بالحقِّ يعرفني – محيي الدين بن عربي
قلْ للشخصِ الذي بالحقِّ يعرفني … منْ كانَ يعرفني بالحقِّ ينصفني
ولستُ فيه بمعصوم وإنْ غلطتْ … ألفاظاً فعلى التحقيقِ يوقفني
فصاحبي من أراه في تقلبه … في كلِّ حال من الأحوال ينصحني
في خلوة ٍ إنْ نصحَ الشخصُ في ملإ … فضيحة ً وخليلي ليسَ يفضحني
فالله يمنحُ ما أملت منه وما … يعطيني إلا الذي في الوقتِ يصلحني
نعمْ ويصلحُ بي فالنفسُ واثقة ٌ … به على كلِّ ما يرضى وينفعني
فإنه اللهُ جلَّ اللهُ ذو كرمٍ … المنعُ منهُ عطاءٌ حينَ يمنعني
المنعُ منهُ عطاءٌ فيهِ منفعة ٌ … للعبدِ منْ حيثُ لا يدري ويحجبني
عنه واعلم قطعاً أنه ملك … وإنني نائبٌ عنهُ فيكرمني
يرفعِ غاشية ٍ يقولُ مطرقاً هذا … هذا خليفتنا في السرّ والعلن
بروحه القدسيّ العال أيدني … وبالظلالِ التي في الحرِّ ظللني
وجاءنا منهُ توقيعٌ بأنَّ لنا … ختمَ الولاية ِ والختمانِ في قرن
روحٌ لروحٍ وتيجانٌ مكللة ٌ … من النضار الذي الرحمن يزجرني
عنها وعن حللِ الديباجِ فاعتبروا … فيما أتاكمْ به ذو المنطقِ الحسنِ
الواهبُ الألفَ والآلافُ جائزة … لكلِّ طالبٍ رفدٍ أوْ لذي لسنِ
شبهتُ نفسي في عصري وحالتها … بعصرِ سيدنا سيفِ بن ذي يزن
لا علمَ لي بالذي في الغيبِ من عجبٍ … ولستُ أدري بنعمانَ ولا المزني
حتى رأيتُ الذي بالعلمِ بشرني … والملك وهو مع الأنفاس يطلبني
إنَّ الذي قد دعاني في بشائره … فلا يزالُ معَ الأحيانِ يخطبني
فقلتُ يا ربِّ أما العلمُ أقبلهُ … والملكُ لستُ أراهُ فهوَ يخدعني
إنْ كان عَرَضاً فما لي فيه من أربٍ … أو كان أمراً فإن الأمر يطمعني
في عصمة ِ عصم اللهُ الحفيظُّ بها … نفسي فأعلمُ أنَّ اللهُ يحفظني
إذا سمعتُ كلاماً لا يوافقني … منه أسلمه وليس يحفظني
له التصرفُ في مولاه كيف يرى … مولاهُ فهوَ لهُ منْ أعصمِ الجننِ
أجسامُ كلِّ رسولٍ مصطفى نَدْس … لهُ المكانة ُ والزلفى بلا محنِ
أتى بمألكة من عند مرسله … مبلغاً بلسانِ القومِ واللحن
قد طهرَّ الله نفساً منه زاكية … من كلِّ سوءٍ كمثلِ الحقدِ والإحن