قلت انتظر – صباح الحكيم

قلتُ انتظر

أمهلني بعض الوقت، أني أحتضر

قال اتركيني

هكذا شاء القدر

فأجبت ُ ما ذنب الهوى؟

فالحب حالات و حالات أخر

أو كلما دارت أمور ٌ بيننا

نفني علاقتنا الجميلة تحت أقدام الدهر؟

فيموت بعض الضوء من أوراقه ِ

و يضيع ما بين المواجع و القهر؟

أمهلني بعض الوقت و اسمعني قليلا

ثم أتركني إذا حكم القدر

اسمعني و أسمع للمشاعر من كوامن مهجتي

حبا نديا دافئا يرويك كاسات العمر

اسمعني و أسمع للحنايا إذ يخالجها وداد.. ذلك الحب النضر

اسمع قليلا ما يكابده فؤادي قبل ما يمضي العمر

فمضى كما الأطفال لا يبغي سماعي

تاركا قلبي على الطرقات حزنا ينفجر

وبقيت خلف الباب وحدي

أبكي.. و ذي الدمعات مني تنهمر

و تمزقت أوتار قلبي لا أرى منه أثر

و بقيت وحدي في المواجع أحترق

و تأوه المسكين ما بين الحنايا تارة يرجو و أخرى يختنق

و يقول في صمتٍ رهيبٍ ذلك القلب الحزين

أترى ستجمعنا الليالي من جديد؟

أترى سنبدأ رحلة العمر السعيد؟

أترى سيحنو قلبه و يعود حتى أستريح؟

من أي ناحية أيا قلبي الجريح

في أي قافية أبث مشاعري؟؟

القلب بعده كالغريب

و الصدر أتعبه النحيب

أترى سيرجع نوره الحاني الرطيب؟

و يعود… تمسح أدمعي كف الحبيب؟

ليعود ماضينا الأصيل ؟

ما زلت أحلم بالأمل

حتما سيأتي ذلك الضوء الجميل

أواه ما ذنبي أنا ؟

ما ذنب هذا الحب يشقى مثلنا؟

لا تترك الأحزان تبعد ُ بيننا

ما ذنب قلبينا و ما ذنب الهوى ؟

ما ذنب قلبك كي تحطمه على درب النوى؟

و دموعنا الحيرى تذوب همسنا ؟

ما زلت َ كالأنوار تسكن خاطري

و هواكَ يا عمري ربيع مشاعري

آهٍ من الجرح الذي قد صار يكبر في خطاه

آهٍ من الفجر الذي ما زلت أحلم في رؤاه

و أعود أحلم باللقاءِ و أرتجيه

عد يا حبيبي كي نجدد عشنا الزاهي سويا رغم طعنات القدر

لا تترك الصدمات تبعدنا و نفقد بعضنا

و نضيع في ركب النوائب بين آهات و يأكلنا القهر