قفي ودعينا قبلَ وشكِ التفرقِ، – صفي الدين الحلي
قفي ودعينا قبلَ وشكِ التفرقِ، … فما أنا من يحيا إلى حينَ نلتقي
قضيتُ وما أودى الحمامُ بمهجتي، … وشِبتُ وما حَلّ البَياضُ بمَفرِقي
قضيتِ لنا في الذلّ في مذهبِ الهوى ، … ولم تفرقي بينَ المنعمِ والشقي
قرنتِ الرضى بالسخطِ والقربَ بالنهوى ، … ومَزّقتِ شَملَ الوَصلِ كلَّ مُمَزَّقِ
قبلتِ وصايا الهجرِ من غيرِ ناصحٍ، … وأحيَيتِ قولَ الهجرِ من غيرِ مُشفِقِ
قطعتِ زماني بالصدودِ وزرتني … عشية َ زمتْ للترحلِ أينقي
قضى الدهرُ بالتفريقِ فاصطبري لهُ … ولا تَذمُمي أفعالَهُ، وترَفّقي
قَبيحٌ بنا ذَمُّ الزّمانِ، وإن جَنَى ، … إذا كان فيهِ مثلُ غازي بنِ أرتقِ
قِوامٌ لدينِ اللَّهِ قد حَفِظ الوَرَى … بعَينٍ متى تَنظُرْ إلى الدّهرِ يُطرِقِ
قريبٌ إذا نُودي، بَعيدٌ إذا انتَمَى ، … عَبوسٌ إذا لاقَى ، ضَحوكٌ إذا لُقي
قَسَا قَلبُهُ جُوداً على المالِ فاغتَدَى … يجورُ على أموالهِ جورَ محنقِ
قلائدُ أعناقِ الرجالِ هباتهُ، … ترى الناسَ منها كالحمامِ المطوقِ
قضَى بتلافِ المالِ في مذهبِ العطا، … فجادَ إلى أن قالَ سائِلُهُ: ارفُقِ
قضَتْ عنهُ قَومٌ إذ رأتْ فيضَ جوده، … ومن لم يبنْ عن مهبطِ السيلِ يغرقِ
قويُّ السطا لو خاصمَ الدهرُ بأسهُ … غَدا خاسراً في دِرعِهِ المُتَمَزِّقِ
قصيرُ الخطى نحوَ المعاصي، وإنها … طوالٌ، إذا ما جالَ في صدرِ فيلقِ
قديرٌ على جيشِ اللهى غيرُ قادرٍ، … تقيٌّ لأهوالِ الوعى غيرُ متقِ
قنى الحمدَ ثوباً للفخارِ، وإنهُ … على حدة ِ الأيام لم يتخرقِ
قدِ العزمَ، وابقَ يا أبا الفتحِ سالماً، … فقَد خَفَضَ الدّهرُ الجَناحَ لترتَقي
قد استَبشرَتْ منكَ اللّيالي، وإنّما … بَشاشَتُها في غَيرِكم للتّمَلّقِ
قريبٌ من الدّاعي، فمن يَبغِ نُصرَة ً … يجدْك، ومن يَطلبْكَ في الضّيقِ يَلحِقِ
قسمتَ على الورادِ رزقاً قسمتهُ، … وقلتَ لها: مما رزقناكِ أنفقي
قصدناكَ، يا نجمَ الملوكِ، لأننا … رأينا الوَرى من بحرِ جُّودِكَ تَستَقي
قطَعنا إليكَ البِيدَ نُهدي مَدائِحاً، … جَواهرُها من بحرِكَ المُتَدَفّقِ
قَصائدُ في أبياتِهِنّ مَقاصِدٌ … تَرَدّدَ في أحداقِها سِحرُ مَنطِقِ
قوافٍ، إذا ما حزنَ في سمعِ ناقدٍ … فَعَلَن بهِ فِعلَ السُّلافِ المُعتَّقِ
قَدِمتُ بمَدحي زائراً، فلَقيتَني … بحسنِ قبولٍ للرجاءِ محققِ
قليلٌ إلى أرضِ العراقِ تطلعي، … وجودكَ قيدٌ بالمكارمِ موثقي
قَصَرَتْ بمَغناكَ الحَوادِثُ إذ رأتْ … بحَبلِكَ من دونِ الأنامِ تَعَلُّقي