قفا بي خليل ابك الطلولا – أحمد فارس الشدياق

قفا بي خليل ابك الطلولا … فصبري من لائع الشوق عيلا

تذكرت ساعة سار الخليط … فهمت التياعا وحرت ذهولا

عجبت لجسمي كما صح غيم … فاني تصب عيوني سيولا

وكيف غرامي ينمو ويربو … وجسمي يشف ضنى ونحولا

بكا الرسم شيمة كل محب … يقاسى من البين ضرا ثقيلا

يرى في النحيب عزاء جميلا … فيندب دارس ربع محيلا

ورب بكا اراح المعنى … وداوى عليلا وروى غليلا

ولكن في مصر ملكا اعاد الطلول … صروحاً فطابت مقيلا

فلم تبق عين تريق دموعا … ولم تبق اذن تطبق عويلا

فاصبح ذاك النواح غناء … وتلك المغاوز صارت حقولا

وطلب الزمان اعتدالا وعدلا … واقسم ان لا يميل عدولا

فليس التلبث في السير حزما … بل الحزم ان تستحث البزولا

الى باب من ينزل السفر طرا … باعتابه وهو احظى نزولا

كريم السجايا عميم العطايا … سليم الطوايا نبيلا جليلا

اعز العباد واحيى البلاد … واولى المراد قؤولا فعولا

غياث الارامل كهف اليتامى … بهم كان بعد الاله كفيلا

هناك ترى الحق ما بين راج … وداع لما نال جيلا فجيلا

فدى اسمعيل نفوس تمنى … ولايته فيهم ان تطولا

تطول من الناس اعمارهم … اذا هو عمى فيهم طويلا

وترفع للدين اعلامه … ويعتز من كان قبل ذليلا

فلا غرو ان هم دعوا بكرة … له مخلصين الدعا واصيلا

ولا غرو ان كان كل الورى … يبالغ في مدحه ان يقولا

ومن ذا الذي لا يفوه بمدح … على من مكارمه لن تحولا

على من خلائقه كلها … قدى للخلائق جلت مثيلا

ومن لم يكن ذا بيان فاما … يبن عن معاليه عاد قؤولا

له معجزات من الفضل اوحت … الينا لقد جاءكم بي رسولا

هو الغيث يهمى على كل ارض … فيحيى الربى جوده والسهولا

يعم البعيد نوال يديه … ومنه القريب ينيل المنيلا

اذا استكثر الناس منه القليلا … فراحته تستقل الجزيلا

وان لم يكن للسراة دليل … هدتهم شموس علاه السبيلا

هنيئا لمصر فان عليها … اميرا له لم تشاهد عديلا

اعاد عليها فخارا وعزا … يدومان ما دام قول مقولا

وصيرها جنة لمقيم … فما عن حماها يطيق رحيلا

ومن ينأ عنها يقل وهو صاد … تركت ورآى بها سلسبيلا

وجنات ارتدت حلوجناها … فكانت قطوفا وظلا ظليلا

لئن رزأ النيل منها فاصلا … ح نيل يديه لها طاب نيلا

لعمرك ان ولاية مصر … لتقضى بجد وتأبى الغفولا

فقدما جرى في الكتاب المجد … لها اسم مرارا وطابت وصولا

وقد رحل الانبياء اليها … ومنها استفيدت فوائد طولى

فدارت عليها حؤول احالت … لها حالة لم تكد ان تحيلا

الى ان اتاها بشير من اللَه … ان قصاراك في اسمعيلا

فباهت به كل ملك وملك … وتاهت فخارا تجر الذيولا

اذ لهم قبل رعب الحسام … فاصبح يرعب منهم فليلا

ومن يك بالعد قد ساس قوما … فلا يستعين الحسام الصقيلا

لو اسطاع مما به من حنو … لما ترك الورق تبكى هديلا

على انه في الوغى ليث باس … يفل شبا الزجى منه رعيلا

وحاشاه ان يقبض السيف من عادة … القبض حتى يخال بخيلا

سمعنا الثنا عليه من الناس عربا … وعجما قبيلا قبيلا

فكانوا كأنهم لقنوه … فراق فصولا وشاق نقولا

ذممنا الزمان وقد كان خصما … فنحمده حيث صار خليلا

تطأطأ ذلا لمن قام يوما … بباب الخديوي المثيل مثولا

سرى في صدور الورى حبه … وكانت خلاء فعز دخولا

فلم يبق فيها لحب السوى … مكان ولم تبغ منه بديلا

كانا اذا ما ذكرنا حلاه … ومدح علاه نعاطى الشمولا

ولكن هذي شمول حلال … ينافس فيها اليراع النصولا

تكفر عن سيئات مسيئ … وتكسبه الدهر فخرا اثيلا

لو انا نظمنا الدرارئ مدحا … له سفلت عن ذراه سفولا

ولو ورق الدوح كان كتابا … لما وسع الشكر الا قليلا

نهنئ سيدنا ذا المعالي … بصوم وفطر ابرا قبولا

به الدهر اجمع عيد سرور … لكل البسيطة عرضا وطولا

فلسنا سوى ان يدوم معافى … سليما نرجى من اللَه سولا