قطعت لسانك نفثة ٌ من أرقمِ – حيدر بن سليمان الحلي

قطعت لسانك نفثة ٌ من أرقمِ … أعلمت من تنعاه أم لم تعلم؟

كيف استطعت تدير في فمك اسمه … ولقد يضيق به فمُ المتكلم؟

يا ناعياً للخلق روح حياتهم … أملك لساناً لا أبا لك واكظم

رفَّه على موتي نبلت قلوبهم … فتنبَّهوا بسهام نعيٍ مؤلم

فجميعهم تحت الثرى في ملحدٍ … وجميعهم فوق الثرى في مأتم

دعهم فقد غصُّوا بجرعة ثكلهم … وإلى الأئمة في نعائك يَّمم

وقل السلام عليكم دُرِس التقى … وعفتْ معالمه عفوَّ الأرسم

والدين هدَّ اليوم دين “محمدٍ” … ووهت دعائمه بفقد المحكم

كان الدليل أقمتموه على الهدى … علماً يدلُّ على الطريق الأقوم

والآن لمّا طوّحته يدُ الردى … غدت الأنام بمجملٍ مستبهم

حميت عليهم للرشاد مطالعٌ … لا تستبين اليوم للمتوسّم

غشيتهم سوداءُ أطبق ليلها … للحشر تلحفهم بليلٍ مظلم

يا خيرَ آباءٍ فقدنا برَّهم … فجعت يتاماكم بأرفق قيّم

فطموا فمن لهم بدرَّة فيئكم … أن يرضعوها بعد أكرم منعم

حسِّن مقالك ما الأئمة أهملوا … أبناءكم فيسوء ظنُ المعدم

بل كان شاقهم الإمام «المرتضى » … ولذاك قيل له على الرحب اقدم

ورأوا «محمد صالحاً» من بعده … لبنيهمُ يبقى فقيل له اسلم

دم للصلاح وللهداية والتقى … ولعلية العافي وحمل المغرم

قسماً بهديكَ بل بنسكك بل بمن … بالفضل خصك وهو جهدُ المقسم

ما فوق ظهر الأرض فوقك مقتفٍ … أثرَ الأئمة في تقى ً وتكرّم

أنت الذي تنميك من سلف العُلى … زهرُ الوجوه لها المكارم تنتمي

ومعذبٍ بعُلاك قلت وقد سما … لينالها فانحطَّ موطىء منسم

أتعبت نفسكَ ليس تعلو شأوه … ولو ارتقيتَ إلى السماء بسلَّم

فاسلم على الأيام ربعك آهلٌ … وعُلاك سامٍ فوق هام المرزم