قرأت كتابَ الحقِّ بالحقِّ مُفهماً – محيي الدين بن عربي
قرأت كتابَ الحقِّ بالحقِّ مُفهماً … فلمْ أرَ مشهوداً سوى ألسنِ الخلقِ
قلقت فلما أنْ سمعتُ معلمي … تسمى بما للخلقِ عدتُ إلى الحقِّ
قريباً بما عندي من الحالِ بائناً … بعيداً بما عندي منَ العلمِ والخلقِ
قد أفلح من زكَّى حقيقة َ نفسِه … وقدْ خابَ من دساها في عالمِ الرتقِ
قدرتُ على كوني بعلمي بفاطري … ولولا وجودُ الرتقِ لمْ أحظَ بالفتقِ
قليل ترى من كانَ رَتقاً مُنضداً … يجوزُ بميدانِ النهى قصبَ السبقِ
قتيلٌ بسيفِ الوهم من كان ذا فكر … وأينَ شهودُ الصفوِ من مشهدِ الرنقِ
قصدتُ بصدقي أن أفوزَ بخالقي … فناداني المطلوبُ لأقربَ في الصدقِ
فنعتُ بما قدْ جاءَني في بداية ٍ … أيقنعُ بالتكليمِ منْ كانَ ذا عشقٍ
قبضتُ على ما قاله لأحجهُ … فيا ليت شعري هل يرى الحق في الحق