قد وَدّ نوحٌ أَن يُباسِطَ قوْمَهُ – أحمد شوقي
قد وَدّ نوحٌ أَن يُباسِطَ قوْمَهُ … فدعا إليهِ معاشرَ الحيوانِ
وأشار أنْ يليَ السفينة َ قائدٌ … منهم يكونُ من النهى بمكان
فتقدّمَ الليثُ الرفيع جلاله … وتعرّضَ الفيلُ الفخيمُ الشان
وتلاهما باقي السباعِ، وكلهمْ … خَرُّوا لهيبتِهِ إلى الأَذقان
حتى إذا حيُّوا المؤيَّدَ بالهدى … ودَعَوْا بطولِ العزِّ والإمكان
سبقتهم لخطابِ نوحٍ نملة ٌ … كانت هناكَ بجانِبِ الأَرْدان
قالت: نبيَّ اللهِ، أرضى فارسٌ … وأَنا يَقيناً فارسُ الميْدانِ
سأديرُ دفتها، وأحمي أهلها … وأقودها في عصمة ٍ وأمان
ضحكَ النبيُّ وقال: إنّ سفينتيَ … لهِيَ الحياة ، وأَنتِ كالإنسان
كل الفضائِل والعظائمِ عنده … هو أَوّلٌ، والغيْرُ فيها الثاني
ويودُّ لو ساسَ الزَّمانَ، وما لَهُ … بأَقلِّ أَشغالِ الزمان يَدان