قد كان من زَهَرَاتِ العَيشِ لي غُصُنٌ – أبو الفضل الميكالي
قد كان من زَهَرَاتِ العَيشِ لي غُصُنٌ … يَميسُ لطفاً وطولُ الدهر أجنيه
إذا خلوتُ فريحانٌ أشمّمه … وإن خلوتُ فقمريٌ أنا غيه
وإن شكوتُ من الأيامِ نازلة ً … سليتُ قلبي به مما أقاسيه
أضحى يرفرفُ قلبي حولَه شفقاً … ويشفقُ النفس من سوءٍ يدانيه
من يدي حتى شَوى كبدي … كيد من الدهر لا تعدي مراميه
لم أنسه والردى يمحُو ملاحته … ولحظُه قاصدٌ طرفي يناجيه
حيرانُ يبغي دواعي ما ألمّ به … وليسَ بي حيلة ٌ فيه فأكفيه
وقد تبدّلَ من سُكرِ الشبابِ ضحى ً … بسكرة ِ الموتِ تعلو في تراقيه
وللحياة ِ وجودٌ في جوارِحه … وللوسامة ِ ذوبٌ في مآقيه
تحنوالمنونَ إلى حوبائِه ولعاً … يهدّمُ الشيءَ يأبى أن يدانيه
مبدٍ أسرّته مما يساورُها … رشحاً تنافُسه حُسناً لآليه
ما زال في أنّة ٍ موصولة ٍ بشجى … يديمُ لي نَفَساً تدمي مجاريه
حتى خبا نورُ وجهٍ لا خفاءَ به … وألهبتْ نارُ وجدٍ كنت أخفيه
آليتُ لا أقتني علقاً بقاسمِه … أيدي الردى قَسَماً يوماً أُواليه