قد كان داؤُك للشريعة داءا – حيدر بن سليمان الحلي
قد كان داؤُك للشريعة داءا … فالآنَ صار لها شفاك شِفاءا
نزعت يدُ الباري سقامكما معاً … وكستهُ شاغلة ً به الأَعداءا
مسحت غبارَ الداءِ منك بصحة ٍ … كانتِ لوجه المكرُمات جلاءا
قرَّت بها عينُ الهداية وانثنت … عينُ الحواسدُ تشتكي الأقذاءا
والمجدُ أعلنَ في البريّة هاتِفاً … بشرى بصحّة من شفى العلياءا
فاغدوا سواءً في السرور كما غدوا … في شكر نائله الجزيلِ سواءا
فلتهنَ طائفة ُ الهدى في شيخها … ولنستدم به وأمه النَعماءا
فإليه أملاكُ السماءِ تطلّعت … فأقرَّ أعينَها غداة تراءا
وتباشرت حتّى كأَنّ إلهها … منها أزالَ بِبُرئه الأدواءا
وتنزّلت كيما تنتهيّ جعفراً … وهو الجديرُ مودّة ً وإخاءا
لا قلت هذا غيرُ ذاك فهل ترى … ماءً تغايرَ، إن قسمت الماءا
هو جعفر الفضلِ الذي أهلُ النهى … يَرِدون منه ويصدرونَ رُواءا
وإذا رقى الأعوادَ أسمع ناطقاً … بالوعظ حتّى الصخرة َ الصماءا
ولقد سرى في الصالحاتِ لذكره … أرجٌ يطبقُ نشُره الأرجاءا
وأطل دعاك له وناد محمدَ الـ … ـحسنَ المجلّي نورُه الظلماءا
أأبا الشريعة أنت كافلها الذي … أنسى البنينَ ببرّه الأباءا
وبكم جميعاً أبصرت لكنّهم … كانوا لها حُدَقاً وكنت ضياءا
أنت المعدّ لحفظ حوزتنا التي … لم تحو سابغة ً ولا عدّاءا
ماذا يضرّ ومنكباك لواؤُنا … أن لانهزَّ على العُدات لواءا
ولسانك السيفُ الذي أخذ الهدى … بشباهُ من أعدائه ما شاءا
وإذا جرى قلمٌ بكفّك خالَهُ … بحشاه خصمك صعدة ً سمراءا
ولقد جريت إلى المعالي سابقاً … حتى تركت السابقينَ وراءا
غفراً لذنب الدهر إنَّ له يداً … عندي نسيتُ لنفعها الضرّاءا
جلبَ المسرّة لي بإثر مسرَّة ٍ … سبقت فضاعف عندي السراّءا
بشفاء مُنتجبٍ وعرس مهذَّبِ … بَهرَ البريَّة َ فطنة ً وذَكاءا
إن غبتُ عن ذاك السرور فلم يكن … ليفوتني ما أطربَ الشعراءا
فبعرس عبد الله رونقُ عصرنا … في كلّ آونة ٍ يزيدُ صفاءا
وبأيّما وقتٍ حضرتُ فإنّه … للزهو وقت بالسعود أضاءا
فاهتف ودونكه لتهنئة العُلى … وشياً يفوق صناعة ً صنعاءا
بشرى به عُرساً لأيّ مرشحٍ … بعُلى أبيه تجاوزَ الجوزاءا
هو غصنُ مجدٍ ذو مخايل بَشّرت … أن سوف يُثمر سؤدداً وعلاءا
لو أنَّ من نظمَ القريضَ بعرسه … نظم النجومَ لزادها لألاءا
سكرت به الدنيا ولكن لم تذق … إلاّ خلائقَ جدِّه صهباءا
صِفه وإخوتَه فكلٌّ منهم … في المجد أحرزَ عزَّة ً قعساءا
أحيوا أباهم باقرَ العِلم الذي … قدماً أعاد ذوي النهى أحياءا
متكافئين بفخره وجميعهم … ولدتهم أُمّ العُلى أكفاءا
فلجدِّه البُشرى وأين كجدِّه … لا تطلبينَّ مزايا ذُكاءِ ذُكاءا
وَليهن فيه عمّه ذاكَ الذي … فاتت مزايا فضله الإِحصاءا
يا من إذا التفّت عليه مجامعُ … الآراءِ فلَّ بعزمه الآراءا
دُم للشريعة كي تدوم لنا فقد … جعل الإلهُ لها بقاكَ بقاءا
وأَقم على مر الزمان ممدّحاً … يُحبى صباحاً بالسنى وَمساءا