قد عهدنا الربوع وهي ربيع – حيدر بن سليمان الحلي
قد عهدنا الربوع وهي ربيع … أين لا أين أُنسها المجموعُ
درج الحيُّ أم تتّبع عنها … نجمع الغيث أم بدهياء ريعوا
لاتقل : شملها النوى صدعنه … إنّما شمل صبري المصدوع
كيف أعدت بلسعة الهم قلبي … يا ثراها وفيك يُرقى اللسيع
سبق الدمع حين قلت سقتها … فتركت السما وقلت الدموع
فكأني في صحنها وهو قعب … حين أنّت وقلبي الموجوع
بتّ ليلَ التمام أَنشد فيها … هَل لِماضٍ من الزمان رجوع
وادّعت حولي السجا ذات طُوقٍ … مات منها على النياح الهجوعُ
وصفت لي بحمرتي مُقلتيها … حين أنّت وقلبي الموجوع
ياطروب العشي خلفك عني … ماحنيني صبابة وولوع
لم يَرُعني نوى الخليط ولكن … من جوى الطف راعني مايروع
قد عذلت الجزوع وهو صبور … وعذرت الصبور وهو جزوع
عجباً للعيون لم تغد بيضاً … لمصاب تحمر فيه الدموع
وأساً شابت الليالي عليه … وهو للحشر في القلوب رضيع
أيّ يوم رعباً به رجف الدهر … إلى أن منه اصطفقن الضلوع
أيُّ يوم بشفرة البغي فيه … عاد أنفُ الإسلام وهو جديعُ
يوم أرسى ثقل النبي على الحتف … وخفت بالراسيات صدوع
يوم صكت بالطف هاشم وجه … الموت فالموت من لقاها مروع
بسيوف في الحرب صلت فللشو … س سجود من حولها وركوع
موقف لا البصير فيه بصير … لاندهاش ولا السميع سميع
جلَّل الأُفق منه عارضُ نقعٍ … من سنا البيض فيه برق لموع
فلشمس النهار فيه مغيب … ولشمس الحديد فيه طلوع
أينما طارت النفس شعاعاً … فلطير الردى عليها وقوع
قد تواست بالصبير رجال … في حشى الموت من لِقاها صُدوع
سكنت منهم النفوس جسوماً … هي بأساً حفائظٌ ودروع
سد فيهم ثغر المنية شهم … لثنايا الثغر المخوف طلوع
وله الطرف حيث سار أنيس … وله السيف حيث بات ضجيع
لم يقف موقفاً من الحزم إلا … وبه سِنُّ غبيرهِ المقروع
طمعت أن تسومه القوم خسفاً … وأبى الله والحسام الصنيع
كيف يلوي على الدنية جيداً … لِسوى الله ما لواه الخضوع
ولديه جأش أرد من الدرع … لضمأى القنا وهن شروع
وبه يرجع الحفاظ لصدر … ضاقت الأرض وهي فيه تضيع
فأبى أن يعيش إلا عزيزاً … أو تجلّى الكفاحُ وهو صريعُ
… كل عضو في الروع منه جموع
رمحه من بنائه وكأن من … عزمه حد سيفه مطبوع
زوج السيف بالنفوس ولكن … مهرها الموت والخضاب النجيع
بأبي كالثاً على الطفِّ خِدراً … هو في شفرة الحسام منيع
قطعوا بعده عُراه ويا حبـ … ـل وريد الاسلام أنت القطيع
وسروا في كرائم الوحي أسرى … وعَداكَ ابنَ أمّها التقريع
لو تراها والعيسُ جشّمها الحا … دي من السير فوق ما تستطيع
ووراها العَفافُ يدعو ومنه … بِدمِ القلبِ دَمعُه مَشفوع
قِراه فحوَّمٌ ووقوع … مل أحشائها جوى وصدوع
فترفق بها فما هي إلا … ناضرٌ دامعٌ وقلبٌ مروعُ
لاتسمها جذب البرى أو تدري … ربه الخدر ماالبرى والنسوع
قوضي ياخيام عليا نزار … فلقد قوّض العمادُ الرفيع
واملأي العين يا أمية نوماً … فحسين على الصعيد صريع
ودعي صَكّة َ الجباهِ لويٌّ … ليس يُجديك صكُّها والدموع
أفلطما بالراحتين فهلا … بسيوف لا تنقيها الدروع
وبكاء بالدمع حزناً فهلا … بدم الطعن والرماحُ شروع
قل ألا قراع ملمومة الحتـ … ف فواهاً يافهر أين القريع