قد صح أنَّ الغنى لله والكرما – محيي الدين بن عربي

قد صح أنَّ الغنى لله والكرما … فما أبالي إذا ما حل بي عدم

ليسَ التعجبُ منْ تأثيرِ قدرتهِ … عجبتُ إذْ أثرتْ في جودهِ الهممُ

ليس الكريمُ الذي من نعته كرمٌ … إنَّ الكريمَ الذي منْ ذاتهِ الكرمُ

ليس الكريمُ الذي يعطيك عن قدر … إنَّ الكريمَ الذي يعطي ويتهمُ

ليس الكريمُ الذي يعطي بحكمته … إنَّ الكيم الذي تعطى بهِ الحكمُ

إنَّ الكريمُ الذي يعطي ويغتنمُ … عين القبولِ ولا يُعطى ويحتكم

من يطلبِ الشكر بالإنعام ليس له … ذاك التكرم فابحث أيها العلم

غير الإله الذي أولى بنعمته … وكلّ من نعته الإيجاد والعدم

إني ضربت حجاباً ليس يرفعه … سواهُ أوْ منْ بهِ الألبابُ تعتصمُ

هذا الذي قلتهُ الألبابُ تجهلهُ … وليسَ تثبتهُ الأعرابُ والعجمُ

به خُصصتُ على كشفٍ ومعرفة … ولم يكن فيه لي من قبل ذا قدم

قد يلحقُ الناسَ في أقوالهم ندمٌ … وليسَ عندي فيما قلتهُ ندمُ

لأنه المنطق الأعلى فكان له … عني التلفظُ والتعريفُ والكلمُ

والعبد في عزلة ٍ عن كلِّ ما كتبتْ … كفٌّ لهُ أوهمتْ منْ كفهِ ديمُ

ما في الوجودِ سواهُ فالوجودُ لهُ … لذاته وأنا الظلُّ الذي علموا

لولاهُ ما نظرتْ عيني ولا سمعتْ … أذن لنا وبنا عليه قد حكموا