قد خرت من عدمي بالكون ما ثبتت – محيي الدين بن عربي

قد خرت من عدمي بالكون ما ثبتت … في العين صورته والكونُ لله

فالحكم فينا لنا فليس يظلمنا … وقامت الحجة ُ الغرَّاء لله

ما للمحالاتِ في العينِ الثبوتُ وقدْ … أقامها العقلُ للأوهامِ للهِ

والطبعُ ساعدُه والطرفُ شاهده … شهودٌ وهم بأحكام من الله

لوْ لمْ يردْ لمْ يكنْ وقدْ أراد فكان … ولوْ فليسَ لها حكمٌ مع الله

من يزرع المنعَ لمْ يحصدْ سوى عدمٍ … والجودُ يزرعُ والايجادُ لله

وحيثما ثبتت في العين صورتها … فليسَ ينتجُ ‎إلا المنعُ واللهِ

ويضعفُ الحكم فيها إن قرنت بها … وجود لا حكمة أيضاً من الله

لولا تحققٌ لوْ دانَ لنيطَ بهِ … خلافٌ ما يستحقُّ الذاتَ والله

فرحمة الله بالأعيان أوجدت … الألحان فاحكم بها جوداً من الله

ضاقَ النطاقُ على منْ ليسَ يعرفها … ولستَ تعرفها إلا من الله

فليسَ يشهدُ في الأكوانِ كائنة ً … وحكمها أحد إلا من الله

فاحمدْ وزدْ واعترفْ بالكونِ من عدمٍ … واشكر إلهك لا تشكر سوى الله

إني أتيت علوماً في قصيدتنا … تخفى على كلِّ محجوبٍ عن اللهِ

وقل بها إنها العلم الصحيح ولا … تعدلْ إلى غيرها تدنو منَ اللهِ

لا تركننَّ إلى شيء تسرُّ به … إلا وتشهدُهُ جوداً منَ اللهِ

تدفع غوائله بما اتصفتَ به … من الشهودِ فلا تغفلْ عنِ اللهِ

ولا تخفْ من أمور أنت تحذرها … إلا وعصمتكمْ فيها منَ اللهِ

قصدي حضوركَ لا تغفلْ وكنْ رجلاً … للهِ باللهِ في اللهِ معَ اللهِ

فكن كسهلٍ وأمثالٍ له علموا … في أنَّ كونَ وجودِ الله للهِ

يا بردها حكمة ً ذوقاً على كبدي … الحالُ جاءَ بها فضلاً منَ اللهِ