قد اشرقت ليلة الميلاد – محمد حسن أبو المحاسن
قد اشرقت ليلة الميلاد … ميلاد سبط النبي الهادي
مولد ريحانة المختار … وخامس الخمسة الأنوار
من قد غدا حجة للباري … في الخلق من حاضر أو بادي
درة تاج العلا والفخر … ومن محياه ضوء البدر
صفاته كالنجوم الزهر … فاقت وجلت عن التعداد
هذا هو الجوهر المكنون … بدا لنا سره المخزون
ابدع في صنعه التكوين … وقال كن علة الأيجاد
هز له المهد جبرائيل … وقد نجا فيه دردائيل
وجاء في مدحه التنزيل … يتلى على اعين الأشهاد
من قال فيه حسين مني … يروي حديث المعالي عني
وهو امام العظيم المن … يرشد من جاء لاسترشاد
هذا إمام الهدى والحجه … زورته مثل الفي حجة
فاخلص الحب واتبع نهجه … تنل به غاية الأسعاد
طابت به طيبة اثارا … وازهرت بالندى ازهارا
وكربلا نالت الأوطارا … مذ حل فيها أبو السجاد
من جده سيد الأكوان … خلاصة السر من عدنان
ودينه سيد الأيدان … به انتهت عدة الأعداد
والده المرتضى المقدام … من قام في سيفه الأسلام
في وصفه جاءت الأوهام … ما حيلة النظم والأنشاد
وامه البضعة الزهراء … ومن لها الرتبة العلياء
سادت نساها ولا استثناء … في الخبر الواضح الأسناد
وصنوه المجتبى المعروف … ومن له ينتمي المعروف
بحلمه والندى موصوف … قد ساد بالجود في الأجواد
من حب انوار بيت القدس … دارت علينا رحيق الكأس
فأعقبت نشوة في النفس … فابتهج المنتدى والنادي
اليوم قد عمت الأفراح … اليوم قد سرت الأرواح
اليوم دين الهدى مرتاح … بطلعة الحق والأرشاد
يوم للهدى تشييد … شيد به العدل والتوحيد
في كل عام له تجديد … اصبح من اشرف الأعياد
شعبان شهر الهنا والسعد … إذ فيه ميلاد أهل المجد
خامس أهل العبا والمهدي … فالبشر يا معشر الأمجاد
لقد سقانا الرحيق السلسل … ولاء آل النبي المرسل
فقل لصادي الحشا لا تغفل … فأن هذا شفاء اصادي
هم شفعائي غداة المحشر … بهم جميع المعاصي تغفر
ابوهم الطهر ساقي الكوثر … تروى به غلة الأكباد
حسبي إذا جئت يوم الحشر … ولاؤهم من جميع الذخر
حب بني الطاهرين الغر … زادي وهل مثله من زاد