قدها وقدود – حامد زيد

أنـا ربـتني الـدنيا عـلى جـزل العطا والجود … ونـفسي لـلوفا والـطيب وفـعل الخير جزامه

وأعـارض مـنهج الهابط وأوافق للصعود صعود … وأسـيّر نـفسي بـعقلي مـدام الـنفس هـدامه

ولا تـثّر بـي الـبسمة ولا كـحل العيون السود … ولا يـقوى عـلى قـلبي صغير الحسد وأجسامه

أردّ الـجود بـأمثاله وأقـابل بـالجحود جـحود … وتـرى لا خـير فـي رجلٍ يوطّي للردى هامه

وعـندي مـع أهـل العِليا مواثيق وثلاث عهود … أوفــي لـه مـطاليبه وأودّه وأرفـع أعـلامه

أعـايش مـركب الـدنيا عـلى متن القدر مولود … أبـعرف هـو صـحيح إنّ القدر بالناس دوّامه ؟

ومـن ويـن الزمن مقبل وإلى وين الليال تقود؟ … ومـن فـي هـالزمن يقدر يوجّه خطوة أقدامه؟

ومـن له بالزمن غاية ومن عنده هدف منشود ؟ … ومـن مـنّا قـدر يـعرف خـفايا مقبل أيامه ؟

عـرفت إنّ الشقا باقي ، عرفت إنّ الحسد موجود … عـرفت إنّ الـقدر يـفرض علينا بأسوأ أحكامه

لـقينا الـعرب حـاسد وشـفنا بالعرب محسود … وبـه نـاسٍ لـنا ضـامت ، وبه بالناس منظامه

ويـنقص بـعضنا خـوّه ويـنقصنا وفاء وعود … مـدام الـحسد بـاقي وبـعض الـناس نـمامه

ولا تـرجى بـها الدنيا من ربوعك يجيك اسنود … ولا تـشره عـلى رجـلٍ عـيونه خانت أقدامه

وقـابل خـطوة بخطوة وجازي بالصدود صدود … تـناسى غـلطة الصاحب عليك بلحظة اخصامه

ولا تـخطي تـرى لصبر الحليم اليا سلاك حدود … تـروّى واعـرف بـضرب الحديد تفكك لحامه

تـجنب كـسرة الخاطر ولو حبل الزعل مشدود … تـراك بـكسرة الـخاطر حـكمت القلب بعدامه

ولا تـزعل عـلى رجلٍ بذل لك ولرضاك جهود … ولا تـامن مـن الـحاسد رضـاه ورفعة ابهامه

نـبي نـصبر عـلى الـدنيا قلوبٍ بالحياة زهود … مـدام إنّ الـبخت عـيّت تـوّفق رمـعة سهامه

وأنـا مـا قـلتها راجي ولا أطلب بعدها مردود … ولـكـن الـفـتى ودّه يـحقق جـملة أحـلامه

وبـمشي لآخـر الـدنيا ولـو كـلّ الأنام اقعود … وعـن وجـه الـزمن بكشف حقيقه وأرفع الثامه

صـحيح إنـي صغير السن ولكن ( قدها وقدود ) … وأنـا عـندي مـع الـدنيا مـواقف ترفع الهامه

طـموحي يـملي الـعالم ولابـه لـلطموح قيود … مدام إن الأمل طبعي ( عرين وصرت ضرغامه )

خـلقنا الله مـن تـرابه ولأحضان التراب نعود … تـحت رمـل الـثرى نبقى تغطي جسمنا خامه

سـلفنا مـا لـحقناهم تـحت قـاع التراب رقود … ولا يـبقي مـن الـميت سـوى ذكراه وعظامه

ولـو طـال العمر فاني وترى عمر الفتى محدود … وكـلٍ يـطلب الـمولى يـبيحه يـحسن ختامه

وأنـا بـلّغت بـلساني وربـي والأنـام شـهود … وصـحف الـبيّنة جـفّت وعـنها رفعت أقلامه