قتيلان هما القاتل – عبدالله البردوني

يَا بِنَ «المُتَوَكِّلْ» يَا «حَجْرِيّ» … هَلْ غَيْرُكُمَا أَحَدٌ يَدْرِيْ؟

مَنْ أَرْخَىْ حَوْلَ مَكَانكُمَا … أَسْتَارَاً كَالسُّوْرِ الصَّخْرِيْ؟

وَضَبَابَاً يمْرِيْ أَعْيِنَهُ … مَنْ يَسْتَبْكِيْ، مَاذَا يَمْرِيْ؟

هَلْ شَمَّتْ نَافِذَةٌ شَبَحَاً … يُقْرِيْ خَبَرَاً، أَوْ يَسْتَقْرِيْ؟

مَا افْتَرَّتْ ثَانِيَةٌ حَتَّىْ … قَالَتْ أُخْرَىْ : لاَ تَفْتَرِّيْ

هَلْ جَارُكُمَا الأَعْلَىْ دَارَاً … مِنْ أَهْلِ المِفْتَاحِ السِّحْرِيْ؟

فَاسْتَغْشَىْ الْغُرْفَةَ قَبْلَكُمَا … وَتَلاَشَىْ كَالزَّبَدِ الخَمْرِيْ

يَا أَخَوَي مَحْبَرَةٍ مَنْ ذَا … نَادَاهَا : انْحَطِمِيْ وَاغْبَرِّيْ؟

فِحِّيْ يَا لَحْظَةُ وَانْفَجِرِيْ … صَخَبَاً مُحْمَرَّاً وَاصْفَرِّيْ

يَا «عَبْدَالرَّحْمَن» اتَّهَمُوْا … دَعْوَاكَ وَمَا قَبِلُوْا عُذْرِيْ

قَالُوْا : أَغَضيْنَا عَنْ «يِحْيَىْ» … مَا بَلَّغْنَاهُمْ عَنْ «شُكْرِيْ»

هَلْ ذَا أَوْ ذَاكَ لَهُ خَطَرٌ؟ … إسْتَجْلَىْ مَكْرَهُمَا «صَبْرِيْ»

أَيْنَعْنَا، قَالَتْ سُفْرَتُنَا … أَرِنِيْ يَا بَرْقُ سَنَىْ جَمْرِيْ

عَجِّلْ يَا «خَالِدُ» مَقْتَلنَا … بَلْ صَوِّبْ أَنْتَ عَلَىْ صَدْرِيْ

وَعَلَىْ جُمْجُمَتِيْ رَابِعَةً … أَمْحُو عَارَاً يُدْعَىْ «نَصْرِيْ»

الْيَوْمَ الْقَتْلُ مُدَاعَبَةٌ … وَحُرُوْبُ الأَهْلِ جَوَىً شِعْرِيْ

قُوْلاَ : مَنْ ذَا قَالَ اقْتَتَلا؟ … وَعَلَىْ هَذَا، أَبْنِيْ أَمْرِيْ

مَنْ كَانَ الثَّالِثُ بَيْنَكُمَا … … مَا أَغْمَضَهُ الْقَتْلَُ السِّرِّيْ

وَيُقَالُ : دَوَافِعُهُ الأَعْصَىَ … بِوُلُوْجِ دَخَائِلِهِ تُغْرِي

قَالُوْا : يَعْتُو كـ «أَبِيْ لَهَبٍ» … وَيُصَلِّيْ كَـ «الحَسَنَ الْبَصْرِيْ»

حَرْبَاوِيُّ المَرْأَىْ يَبْدُو … صُعْلُوْكَاً، وَهَّابَاً مَثْرِيْ

تَحْدُو «هِنْدٌ» فِيْهِ «أُحُدَاً» … يَتْلُو «الرَّحْمَنَ» فَتَىً «بَدْرِيْ»

بَيْنَ المَوْتَىْ ويَدُوْرُ وَلاَ… … يَدْرِيْ، مَنْ ذَا فيْهِ يَسْرِيْ

أَتَعِبْتَ قَلِيْلاً؟ أَنْسَانِيْ … قَصْفُ الأَعْمَارِ أَسَىَ عُمْرِيْ

أَتَكُفُّ غَدَاً؟ مَنْ يُدْرِيْنِيْ … مَاذَا سَأَبِيْعُ وَمَا أَشْرِيْ

يَنْقَضُّ كَصَاعِقَةٍ، وَعَلَىْ … فَمِهِ وَأَنَامِلِهِ يَجْرِيْ

أَرْدَيْتُ الْيَوْمَ ثَمَانِيَةً … غَرِّيْ يَا رِيْحُ بِهِمْ فِرِّيْ

أَأَقُوُلُ : أَنَا أفْدِيْ وَطَنِيْ … وَنُعُوْشُ بَنِيْهِ عَلَىْ ظَهْرِيْ

وَبِرَغْمِيْ أَطْهُو كُلَّ ضُحَىً … تَقْرِيْرَاً للْمِسْتَرِ «هِنْرِيْ»

الْقَتْلُ الْغَدَئِيْ مُخْتَلِفٌ … عَنْهُ، لَيْلِيَّاً أَوْ فَجْرِيْ

لاَ يُدْعَىْ ذَاكَ وَلاَ هَذَا … بَلْ يُدْعَىْ أَزْرَىْ مِنْ مُزْرِيْ

يَعْدُو أَشْكَالاً أَلْوَانَاً … جَوِّيَّاً بَرِّيَّاً بَحْرِيْ

كَلِسَانٍ مِنْ رأْسِ الأَفْعَىْ … نَصْلاً يَاقُوْتِيَّاً تِبْرِيْ

يَسْطُو وَالحَارَةُ سَاهِيَةٌ … يُرْدِيْ سِرِّيَّاً أَوْ جَهْرِيْ

يَرْمِيْ خَلْفَاً يَرْمِيْ قُدُمَاً … وَيَمِيْنَاً وَيِسَارَاً يُغْرِيْ

وَيُنَادِيْ صَوْلَتَهُ اشْتَعِلِيْ … فِرِّيْ يَا «صَنْعَا» أَوْ كِرِّيْ

هَلْ قَتَلَ الْيَوْمَ ابْنُ المَاضِيْ؟ … لاَ أَدْرِيْ أَيُّهُمَا عَصْرِيْ

قَتْلَىْ تَمْضِيْ، وَتَلِيْ قَتْلَىْ… … أَأَنَا أَشْبَاحِيٌّ دَهْرِيْ؟

مَنْ حَمَّلَنِيْ جُثَثَاً تُوْمِيْ … : هَذَا أَوْ ذَاكَ، وَذَا قَبْرِيْ

مَنْ ذَا يُدْنِيَنِيْ مِنْ أَجَلٍ … ثَانٍ يَقْبُرُنِيْ فِيْ نَحْرِيْ

أَلأَنِّيْ مَأْجُوْرٌ أَضْحَىْ … قَتْلِيْ بِدَمِ الْقَتْلَىْ أَجْرِيْ

أَلأَمَّارِيْ مَا أُحْذِقُهُ؟ … وَعَلَىْ كَتِفِيْ وَحْدِيْ وِزْرِيْ