قامَت بِعَذلي لَدى المَحبوبِ أَقوام – عائشة التيمورية

قامَت بِعَذلي لَدى المَحبوبِ أَقوام … وَصَمَّموا عَذلتي عَنهُ وَقَد حاموا

وَكُلَّما رُمت قُربا مِن شَمائِلِهِ … جاءَت تهددني لِلحَظ أَسهام

كَأَنَّهُم بعنادى عصبة كَفَروا … ما حل في قَلبِهِم صدق وَاِسلام

ضَلوا لِطُغيانِهِم جَهلا بحكمة مِن … بِأَمرِهِ كانَ اِيجادُ وَاِعدام

وَأَبرَموا قَتلتي بِالبُعد عَن رَشَأ … لَولاهُ ما رَفَعتُ لِلحُبِّ أَعلام

هُم اِستَجَدّوا ببحر الحُب ما وَهَنوا … وَما اِستَكانوا وَما خاضوا وما عاموا

لَم يَعلَموا اِن قَضيت العُمر في الجج … وَلي بِبَحر الهَوى عوم وَأَعوام

فَكَم رَبِحتَ عُقودا مِنهُ مثمنة … وَطالب الدر لا يُثنيه أَوهام

وَكَم صدمت بِشَعب في مَسالِكِه … حَتّى اِستَوى فيهِ عِندي الزبد وَالخام

وَكل ما نالَني في الوَجد يَعلَمُهُ … ذاكَ الغَزالُ كَما خصته أَقلام

لكِنَّهُ سالِك أُسلوب عصبته … في كُل ما قَعَدوا عَنهُ وَما قالوا

بِالحِقدِ هاموا وَحاشا اِن أَمثَلَهُم … بِآل يوسِف مذفى جهلَهُم هاموا

وَاِن تَلوا في الهَوى آيات غرته … وَجودِها وَاِن صَلوا وَاِن صاموا

اِني أَرى في مَجاري لَحظِهِم أَبَدا … مَناويا هي في الاِحشامِ اِسهام

اِخشي عَلى الريم مِن نَجوى ضَغائِنِهم … لاِن اليَتهم في الغَدرِ ضَرغام

يَدي عَلى الكَبدِ في صُبح بدا وَمَسى … عَلى شَقيق لَهُ في الحَي ما داموا