قال الشاعر – أحمد مطر

أقولْ

الشمسُ لا تزولْ

بلْ تنحَني

لِمحْوِ ليلٍ آخَرٍ

في ساعةِ الأُُفولْ

أقولْ

يُبالِغُ القَيْظُ بِنفخِ نارِهِ

وَتصطَلي المياهُ في أُوارِهِ

لكنّها تكشِفُ للسّماءِ عَنْ همومِها

وتكشفُ الهمومُ عن غيومِها

وتبدأُ الأمطارُ بالهُطولْ

فتولدُ الحقولْ

أقولْ

تُعلِنُ عن فَراغِها

دَمدَمةُ الطّبولْ

والصّمتُ إذْ يطولْ

يُنذِرُ بالعواصِفِ الهوجاءِ

والمُحولْ : رسولْ

يحمِلُ وعدَاً صادِقاً

بثورةِ السّيولْ

أقولْ

كَمْ أحرَقَ المَغولْ

مِنْ كُتُبٍ

كم سحَقَتْ سنابِكُ الخُيولْ

مِنْ قائلٍ

كَم طَفِقَتْ تبحثُ عنْ عقولِها العُقولْ

في غَمْرةِ الذُّهولْ

لكنّما

ها أنت ذا تقولْ

ها هوَ ذا يقولْ

وها أنا أقولْ

مَنْ يمنعُ القولَ مِنَ الوصولْ ؟

منْ يمنعُ الوصولَ للوصولْ ؟

مَنْ يمنعُ الوصولْ ؟

أقولْ

عوّدَنا الدّهرُ على

تعاقُبِ الفصولْ

ينطَلِقُ الرَبيعُ في ربيعِهِ

فيبلغُ الذُّبولْ

وَيهجُمُ الصّيفُ بجيشِ نارِهِ

فَيسحبُ الذُّيولْ

ويعتلي الخريفُ مَدَّ طَيشِهِ

فَيُدرِكُ القُفولْ

ويصعَدُ الشّتاءُ مجنوناً إلى ذُرْوَتِهِ

ليبدأَ النّزولْ

أقولْ

لِكُلِّ فَصْلٍ دولةٌ

لكنّها تَدولْ