قارئة الفنجان – عبدالحليم حافظ

جلست والخوف بعينيها .. تتأمل فنجاني المقلوب

قالت يا ولدي لا تحزن .. الحب عليك هو المكتوب

قد مات شهيداً .. من مات فداءً للمحبوب

بصرت ونجمت كثيراً لكني لم أقرأ أبداً

فنجاناً يشب ه فنجانك

بصرت ونجمت كثيراً لكني لم أعرف أبداً

أحز اناً تشبه أحزانك

مقدورك أن تمضي أبدا في بحر الحب بغير قلوع

وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع

مقدورك أن تبقى مسجوناً بين الماء وبين النار

فبرغم جميع حرائقه .. وبرغم جميع سوابقه

وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار

وبرغم الريح وبرغم الجو الماطر والأعصار

 الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار

بحياتك يا ولد امرأة سبحان المعبود .. فمها مرسوم كالعنقود

ضحكتها أنغام ورود .. والشعر الغجري المجنون

يساف ر في كل الدنيا

لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود

ده حبيبة قلبك نائمة في قصر مرصود

من يدخل حجرتها من يطلب يدها من يدنو سور حديقتها

من حاول فك ضفائرها مفقود

ستفتش عنها في كل مكان .. وستسأل عنها موج البحر

تسأل فيروز الشطآن

وتجوب بحاراً .. وتفيض دموعك أنهاراً .. وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجاراً

وسترجع يوماً مهزوماً مكسور الوجدان .. وستعرف بعد رحيل العمر

بأنك كنت تطارد خيط دخان

ده حبيبة قلبك ليس لها أرض أو عنوان يا ولدي

كلمات: نزار قباني

ألحان: محمد الموجي